منتدى صالح الخريبي أبو خلدون

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    #16
    الوهم آخر تحديث:الخميس ,14/01/2010




    صالح الخريبي


    من بين التجارب التي أجراها العلماء النازيون تجربة حول الوهم كانوا يحضرون فيها المحكوم بالإعدام ويقولون له: “لن نعلقك على حبل المشنقة، ولكنك ستموت بهدوء، عن طريقة تصفية الدم من جسمك نقطة نقطة، من خلال جرح في إصبعك، وسيظل الدم يقطر لمدة ثلاث ساعات، تموت بعدها”، ثم يغمضون عينيه، ويقيدون يديه خلف ظهره، ويعلقون كيساً مليئاً بالماء الفاتر، أو الدم، على الجدار وراءه ويحدثون في الكيس ثقباً صغيراً بحيث يرشح نقطة نقطة، ثم يخزون المحكوم في اصبعه، ويتركون الكيس ينز النقاط على الأصبع، بينما المسكين يتصور أن دمه هو الذي يقطر، وفي معظم الحالات كان الرجل يسقط جثة هامدة، بعد الفترة التي حددوها بالضبط.



    والوهم قاتل، وكان الشاعر ابراهيم طوقان يرى أن الوهم يمكن أن يحدث عجزاً في الجسم السليم وفي الحياة، ويقول: “لكن توهمت السقام فأسقم الوهم البدن/ وظننت أنك قد وهنت فدب في العظم الوهن”. وعندما كنا نتوهم أن “إسرائيل” قوة لا تقهر كانت تزحف في الحروب فنجري أمامها، فتحصل من وهمنا على ما يزيد عن كل ما يمكن أن تحصل عليه بقدراتها العسكرية. ويذكر المفكر الكبير محمد حسنين هيكل أن الخطة “الإسرائيلية” لحرب الأيام الستة لم تكن تتضمن احتلال سيناء بأكملها، ولكن عبد الحكيم عامر تصور أن “إسرائيل” لن تجد أية صعوبة في احتلال سيناء وستستمر في الزحف نحو مدن القناة، فأصدر أمراً بانسحاب الجيش من سيناء لحماية المدن، وهكذا وجدت “إسرائيل” الطريق أمامها سالكة، فاستمرت في الزحف إلى أن وصلت إلى شواطئ القناة. وعندما تخلصنا، ولو نسبياً، من وهمنا بأن “إسرائيل” قوة لا تقهر، انتصرنا عليها في حرب اكتوبر/تشرين الأول، كما انتصرنا عليها في لبنان وغزة.



    ويقول العلماء إن عقلنا الباطن أشبه بالمغناطيس، وكما يجذب المغناطيس الأشياء إليه، يجذب العقل الأشياء التي نخزنها فيه، بل إنه يجذب الظروف والأشخاص المناسبين لتحويلها إلى حقيقة واقعة، ويقول نابوليون هيل في كتابه “فكّر واجمع ثروة” إن عقولنا تتمغنط بالأفكار التي نختزنها فيها، وبوسيلة ما، لم يتوصل العلم إلى اكتشافها حتى الآن، يقوم المغناطيس في عقلنا بجذب القوى المؤثرة والأشخاص والظروف الحياتية التي تتناسب مع طبيعة هذه الأفكار”.



    ويقول ريتشارد باك “إننا نجذب إلى حياتنا كل الأشياء التي نحملها في عقولنا”.



    وفي سورة الرعد يقول أصدق القائلين: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى العلاقة بين ما نفكر به، وما يمر بنا من أحداث، فالله بحكمته وعدله يمكن أن يغير ما يعاني منه الإنسان من ضيق وشظف عيش بمجرد قيام الإنسان بتغيير الأفكار الموجودة في عقله، بأن يستبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية لإتاحة الفرصة أمام المغناطيس الموجود في دماغه لاجتذاب الأشخاص والظروف والقوى المؤثرة التي تساعد على تحقيقها.



    وعندما تفكر بطريقة سلبية، فإن الضحية الوحيدة لتفكيرك هي أنت، لأن عقلك يجتذب القوى السلبية ويحركها لإحداث ما تفكر به، وعلى العكس عندما تفكر بطريقة إيجابية.







    أبو خلدون



    abukhaldoun@maktoob.com

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو منتسب
      • Oct 2009
      • 746

      #17
      سوء تفاهم قاتل آخر تحديث:الأربعاء ,13/01/2010




      صالح الخريبي


      قبل مدة قدمت فضائية “الجزيرة” مقابلة مع عضو الكونجرس السابق مارك ديلي سيلغاندر حول سوء الفهم وبناء الجسور بين الإسلام والغرب، وفي المقابلة تحدث سيلغاندر عن كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان “سوء تفاهم قاتل” .



      وسيلغاندر من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري، وهو نائب سابق في الكونجرس عن ولاية ميتشيجان، وسفير سابق للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وكان عضوا في لجنتين فرعيتين في الكونجرس معنيتين بالعلاقات مع الشرق الأوسط وإفريقيا، وقد وصفه ديبي شلاسيل، أحد المتدربين في مكتبه، بأنه كان من أكثر أعضاء الكونجرس عداء للإسلام وتأييداً ل”إسرائيل”، ولكن نقطة التحول الكبيرة في حياته جرت عندما أقام البيت الأبيض إفطاراً رمضانياً لبعض ممثلي الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، بدأ بتلاوة القرآن الكريم، الأمر الذي أثار غضب سيلغاندر فكتب رسالة احتجاج إلى منظم الحفل يهاجم فيها الإسلام والقرآن، فسأله منظم الحفل: “هل قرأت القرآن؟” فأجاب بالنفي، فقال له: “كيف تحكم عليه إذا وأنت لم تقرأه؟” . ويقول سيلغاندر إنه شعر بالإحراج في ذلك الحين، وعكف ما يزيد على عقد كامل يقرأ القرآن بتمعن بمساعدة علماء وشيوخ عرب، ويقارن بينه وبين التوراة والإنجيل .



      ويروي سيلغاندر في كتابه أنه في عام 2000 كان يتحدث إلى ما يزيد على 250 من المبشرين والقساوسة وكبار رجال الدين في الولايات المتحدة، فقال لهم: “أريد أن أقرأ لكم فقرة من الكتاب المقدس”، وبطبيعة الحال لم يعرفوا أي كتاب مقدس، ولكنهم افترضوا أنه يعني الانجيل، ثم قرأ لهم ترجمة للآيات (45) و (46) و (47) من سورة (آل عمران) التي تتحدث عن عيسى بن مريم، عليه السلام، وعندما كان يقرأ عليهم الآيات بأن خلق عيسى كان معجزة، وأنه يشفي المرضى ويحيي الموتى كانت حماستهم ترتفع، ويشكرون الله، وعندما قال لهم إن الآيات هي من القرآن الكريم خيم صمت رهيب على القاعة . فقال لهم: “إنكم تأخذون على المسلمين أنهم لا يؤمنون بأن المسيح حق وصراط مستقيم ونور، في حين أن هذه الصفات الثلاث مذكورة في القرآن” .



      وفي كتابة يقول سيلغاندر إنه قرأ الانجيل باللغة الآرامية التي كانت سائدة في زمن المسيح، فوجد أنه كان يقدم نفسه لأتباعه، ويقدم الأنبياء الذين سبقوه بأنهم مسلمون . وفي محاضرة ألقاها في إحدى مدارس اللاهوت سأل الطلاب “كم مسلماً هنا؟” فاستغرب الطلاب سؤاله، واستنكروا بحثه عن مسلمين في مدرسة لاهوتية مسيحية، فقال لهم: “أتعرفون معنى كلمة مسلم؟” فرفع أحد الطلاب يده وقال: “هو من يسلم نفسه لله” فقال لهم: هل تعرفون أن القرآن الكريم ينعت المسيح بالمسلم، وكذلك موسى وإبراهيم ونوح وكافة الأنبياء، والآن، من منكم يريد أن يكون مسلماً؟” فرفع الجميع أيديهم . وسيلغاندر، في كتابه، يطالب اخوانه في العقيدة بدراسة الإسلام، من أجل إزالة سوء الفهم وبناء جسر متين بين الدين المسيحي والإسلام .



      أبو خلدون

      abukhaldoun@maktoob.com

      تعليق

      • محمد زعل السلوم
        عضو منتسب
        • Oct 2009
        • 746

        #18
        الأغذية المعالجة آخر تحديث:الثلاثاء ,12/01/2010




        صالح الخريبي


        لسنا بحاجة إلى العودة إلى الماضي البعيد، وإنما إلى ما قبل عقود قليلة فقط، لنكتشف أن مصادر الغذاء لدينا تنوعت أكثر بكثير مما كانت عليه في السابق، وموائدنا أكثر غنى. وأتصور، بالقياس إلى الغذاء الذي كان أجدادنا يتناولونه، ينبغي أن يكون الواحد منا بقوة السوبرمان يرفس الجدار برجله فيهدّه، ومع ذلك فإن الجيل القديم كان أحسن صحة منا، ولم يكن يكثر التردد على الأطباء مثلنا، ولم يكن يعرف معظم الأمراض التي نعاني نحن منها حالياً، فما هو السبب في ذلك، هل الأرز والمرق والحليب والتمر أفضل من الأطباق الشهية التي نتناولها حاليا وأكثر نفعاً من الناحية الصحية؟



        بعض علماء التغذية يربطون بين المنتوجات الغذائية التي يتناولها الإنسان، والأرض التي أنتجتها، ويقولون إن المانجا والجوافة تفيد سكان شرق آسيا أكثر مما تفيد غيرهم، لأنها تنبت في الأرض التي نشأوا فيها، ولكنني استبعد ذلك، فكل ثمرة تحتوي على مكونات غذائية معينة، وما يفيد سكان السهوب الآسيوية يفيد كل إنسان على وجه الأرض. وفي اليابان سمكة يطلق عليها اسم “سمكة الفوجو” بعض أعضائها الداخلية سامة إلى حد كبير، تقتل من يأكلها، ولكن الخبراء في إعداد وجبة الفوجو يعرفون الأجزاء السامة فيها وينتزعونها كلها بمهارة، ثم يعدّون الوجبة، وإذا لم يفعلوا ذلك فإن السمكة تقتل آكلها، سواء أكان يابانياً أم أمريكياً أم روسياً.



        وللناس، كما يقولون، مذاهب في ما يأكلون، فالصينيون يأكلون أي شيء، بما في ذلك الصراصير، وليس هنالك أحد في الشرق الأوسط على استعداد لأكل الصراصير حتى لو كان فيها حياته، وفي إفريقيا يعدّون حساء من الديدان، وفي روسيا يأكلون السلاحف والضفادع، أما الأمريكيون فإن طعامهم المفضل هو البيتزا والهمبورجر.



        والمشكلة في غذائنا هي أن الأرز الذي نأكله ليس هو الأرز الذي كان يأكله أجدادنا، وإنما أرز مهندس جينياً، وهنالك ما يزيد على 35 دولة في العالم تعتمد كلياً على الهندسة الجينية في زراعاتها منذ عام 1996 والقيمة الغذائية لمنتوجات هذه الدول أقل بكثير من قيمة الإنتاج الحقيقي، وثمرة الفواكه التي نأكلها معالجة بالمواد الكيماوية لكي تصمد مدة طويلة ولا تتعفن، فضلاً عن أننا أصبحنا نستخدم الميكرويف الذي لم يعرفه أجدادنا في الطهي، والتلوث الكهرومغناطيسي يزحم الفضاء من حولنا، كأنما بتنا جميعا نسبح في بحيرة من الموجات الكهرومغناطيسية، ولذلك فإنه ليس من الغريب أن نسقم وتكثر فينا الأمراض، وأن تكون صحة أجدادنا الذين كانوا يعيشون على التمر والحليب أفضل بكثير من صحتنا.



        والحضارة الحديثة التي ننعم بها لها ثمن بلا شك، وثمن الميكرويف الذي يجهز لك الوجبة خلال دقائق، والثلاجة التي تحفظ لك الأكل، وتحفظ الماء بارداً، وثمرة الطماطم مثلاً التي تصمد فترة طويلة قبل أن يصلها العفن، هو الكثير من السموم الكيماوية التي تدخل أجسامنا، وضعف الصحة.



        أبو خلدون



        abukhaldoun@maktoob.com

        تعليق

        • محمد زعل السلوم
          عضو منتسب
          • Oct 2009
          • 746

          #19
          لقطاء "إسرائيل" آخر تحديث:الاثنين ,11/01/2010




          صالح الخريبي


          كشفت التحقيقات التي تجرى حول الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية، أن نسبة عالية جداً من الذين ينفذون هذه الاعتداءات هم من اللقطاء الذين تم استيعابهم في المستوطنات من جانب حركات ومجالس الاستيطان في “إسرائيل”، كما تبين أن قيادات حركات الاستيطان تستوعب هؤلاء الشباب وتقوم بتربيتهم على ثقافة ممعنة في العنصرية والتطرف، ثم تدفع بهم للسكن في مواجهة التجمعات السكانية الفلسطينية ليكونوا مصدر تهديد دائم للفلسطينيين. وقبل مدة بث التلفزيون “الإسرائيلي” تقريراً ذكر فيه أن هذا النمط من التربية هو السائد في المستوطنات، حيث يقوم المسؤولون عن حركات الاستيطان بتجنيد الشباب من نفايات مواخير الدعارة المنتشرة في أنحاء “إسرائيل”، بعد أن لفظهم مجتمع المدن الكبرى، ويزجون بهم في المستوطنات. وهؤلاء اللقطاء عاشوا الإحباطات النفسية وذاقوا ويلات العيش في الملاجئ، وعرفوا التشرد، ولذلك فإنهم يضمرون حقداً على كل ما هو إنساني، وقد وعى قادة حركة الاستيطان هذه الحقيقة، فحرصوا على جلبهم ليكونوا في الصف الأول في مواجهة الفلسطينيين، وليمارسوا ساديتهم وشذوذهم عليهم. وأتساءل، إذا كانت السلطة الفلسطينية تعرف هذه الحقيقة وتضع في اعتبارها حماية مواطنيها من اعتداءات اللقطاء من صادرات مواخير تل أبيب وغيرها من المدن في “إسرائيل”، وأظن أنها تعرف ولكنها لا تضع في اعتبارها أيّ شيء، فهي ملتزمة بموجب “خارطة الطريق” بوقف التحريض ضد “الإسرائيليين” في مناطق نفوذها، وحتى “إسرائيل” تعترف أن السلطة قطعت شوطاً كبيراً في الوفاء بهذا الاستحقاق.



          وقيادات حركات الاستيطان في الضفة تدافع عن الجرائم التي يرتكبها اللقطاء، وتوفر الحماية لهم، فعندما أقدم ثلاثة منهم على قتل المواطن الفلسطيني عبد المجيد تركي في مدينة الخليل، تناوب الثلاثة على ضربه بآلات حادة لمجرد أنه كان أول فلسطيني يصادفونه في عرض الطريق قرب مستوطنة “بيت جاء” القريبة من الخليل، والغريب أن شاؤول أكرا، مدير مؤسسة الاستيطان التي يأوي إليها هؤلاء، دافع عن جريمتهم بحماسة، وقال إن الثلاثة لم يكونوا ينوون قتل الشاب الفلسطيني، وإن كل ما حدث هو أنهم كانوا “يتدربون” على القتل من ضربة واحدة. الأكثر غرابة أن أياً من هؤلاء اللقطاء لم يمكث في السجن أكثر من شهرين.



          ويحاول نتنياهو، رئيس الوزراء “الإسرائيلي” الحالي، توفير غطاء كامل لنشاط هؤلاء، وهو يحرص على زيارة محطات الإذاعة التي تنطق باسمهم وتحرض على قتل المسنين الفلسطينيين والأطفال والنساء، وحتى البهائم، ولا يتردد نتنياهو في إعطاء مقابلات خاصة لهذا الإذاعات، وفي إحدى هذه المقابلات وعد بتطوير الخدمات التي تقدمها المحطات. ويا أيها الفلسطينيون في الضفة، اصبروا، فليس لكم إلا الله والصبر.



          أبو خلدون



          abukhaldoun@maktoob.com

          تعليق

          • محمد زعل السلوم
            عضو منتسب
            • Oct 2009
            • 746

            #20
            الأرض الخراب آخر تحديث:الأحد ,10/01/2010




            صالح الخريبي


            أقرأ قصيدة “الأرض الخراب” لأليوت وأحس أنها كتبت بالأمس، رغم مرور ما يقرب من قرن على كتابتها، وكما جلس إليوت عند مياه ليمان وبكى، أجلس وقد أسندت رأسي بيدي وأبكي وأتساءل: لماذا عجز الإنسان، رغم التقدم العلمي الهائل الذي أحرزه، عن حل مشاكل الإنسانية، ولماذا نرى أنفسنا، في مطلع القرن الحادي والعشرين وكأننا في مطلع القرن العشرين ولم تتقدم البشرية، إنسانياً، خطوة واحدة إلى الأمام؟



            وإليوت نشر قصيدة الأرض الخراب التي يعتبرها النقاد من أفضل القصائد التي كتبت في القرن العشرين عام ،1922 أي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وفي ذلك الحين كنا نتنقل بالقطارات والعربة الكارو، ونتداوى بالأعشاب، وإذا انتقل الشامي إلى حمص كنا نسأل الله أن يهون عليه غربته، ومن طريف ما يروى أن السلطان العثماني أرسل مع أحد جنوده رسالة إلى اليمن، فاستغرق وصول الرسالة ستة أشهر، ومكث في اليمن فترة عاد بعدها ليجد أن زوجته تزوجت رجلا آخر، وأن السلطان لم يعد سلطانا.



            وفي قصيدة الأرض الخراب يقارن إليوت بين أمجاد الماضي حيث الحب النقي والمثل العليا، وبين انحطاط الحاضر وغياب المثل حيث أصبح الحب آليا لا روح فيه، وبات الموت، كما هو عند ساتركون، رغبة. وفي قصة ساتركون تذهب ثلاث نسوة إلى ابولو ويطلبن منه طول العمر، فيوافق ويطلب من كل واحدة منهن أن تملأ يدها بقبضة من القمح، ويقول لهن: لكل منكن سنوات من العمر بقدر ما في قبضتها من حبات القمح، وكل حبة قمح بسنة”. فتفرح النسوة بذلك، ولكنهن يكتشفن أن الشيخوخة أدركتهن مبكرة، وأنهن سيقضين شيخوخة طويلة جدا لأنهن نسين أن يطلبن من أبولو الشباب الدائم، وكانت النتيجة أن أصبحت أمنية كل واحدة منهن هي الموت، إذ ما الفائدة من حياة لا يقوى صاحبها فيها على الحركة؟



            ويرى إليوت أن الحضارة التي نعيشها قذرة براقة على السطح، ولكنها متعفنة حتى اللب في الداخل، وأنها تحمل في ذاتها بذور فنائها لأنها اهتمت بالجانب المادي من الحياة وأغفلت الجانب الروحي، ويتنبأ بسقوطها لأنها قائمة على الفساد لا على المثل، ويقتبس ذلك الحلم الذي رآه برتراند راسل عندما رأى مدينة لندن “تنفجر في الهواء البنفسجي”، وينظر حوله فلا يرى إلا “رجال فارغون، رجال محشوون بالقش / تزل بهم الأقدام في التربة المتصدعة” لأنهم لا يملكون الرؤية الواضحة للخلاص.



            وفي قصيدة الأرض الخراب لم يحاول إليوت أن يرسم لنا صورة العالم الذي يتمناه كبديل لعالم الخراب، بل إنه لم يرسم لنا طريق الخلاص، ربما لأنه يحس أن الفساد ضرب فينا حتى الأعماق بشكل يستعصي على الإصلاح، ويكتفي بالقول إن مشكلة العالم هي: “سلة الفساد والصهاينة”، أو ربما لأنه يحس أن الخلاص هو بالاستسلام.



            لقد تطورت عربات الكارو وأصبحت سيارات وطائرات نفاثة، والبنادق القديمة التي خضنا بها الحرب العالمية الأولى تحولت إلى صواريخ وقنابل ذرية، وبات في ميسورنا مشاهدة ما يجري في العالم بأسره على شاشة التلفزيون بضغطة زر، ولكننا لم نتطور إنسانيا وما زلنا نلتمس الخلاص ولا خلاص.



            أبو خلدون



            abukhaldoun@maktoob.com



            طباعــــة

            إرســال

            تعليق

            • محمد زعل السلوم
              عضو منتسب
              • Oct 2009
              • 746

              #21
              ظاهرة الانتحار آخر تحديث:السبت ,09/01/2010




              صالح الخريبي


              نسبة الانتحار في الدول الغربية أعلى بكثير مما هي في العالم الثالث رغم الرفاهية التي نظن أن المواطن الغربي يعيشها . وعلماء النفس ينظرون إلى حالات الانتحار باعتبارها “تدميراً للذات”، والمنتحر عادة شخص وصل إلى قمة اليأس والإحباط، وأحس أن المجتمع الذي يعيش فيه غير قادر على توفير حتى أدنى متطلبات السعادة والكرامة له، فقرر تدمير ذاته . وقبيل انتحارهم الجماعي قبل سنوات، ترك أعضاء طائفة “بوابة السماء” رسالة بهذا المعنى قالوا فيها: إنهم انتحروا لأنهم يأملون أن “تأتي مركبة فضائية تحملهم إلى عالم آخر أكثر سعادة”، وفي هذا الإطار أيضاً تدخل حادثة انتحار الممثل الأمريكي ريك جيسون، بطل مسلسل “المعركة”، فهذا الممثل أراد الهروب من مجتمعه، فانتحر لكي يولد من جديد في مجتمع أكثر عدالة وانسانية . ويقول المسؤولون الذين حققوا في حادث انتحاره: إنه يؤمن بالتناسخ، وإنه عانى من كآبة شديدة بعد أسبوع واحد من لقائه مع زملائه الذين شاركوه في المسلسل، فأطلق النار على نفسه . وقال المحقق: “لقد ذكّره هذا اللقاء أن أيام الشهرة والمجد، كممثل ناجح، انتهت بالنسبة له، بينما هي مستمرة بالنسبة لزملائه، وقال: إنه اشتاق إلى الزملاء الذين شاركوا في المسلسل، ورحلوا عن هذا العالم، مثل ديك بيبودي وفيك مورو” .



              وديك بيبودي مات قبل مدة من سرطان البروستاتا، أما فيك مورو، فقد مات عام 1982 في حادث تحطم طائرة هليكوبتر أثناء تصوير بعض مشاهد فيلم “منطقة الشفق” .



              وعندما انتحر ريك جيسون كان في الثانية والسبعين من العمر، وقد حقق شهرة واسعة بأدائه دور الضابط جيل هانلي في مسلسل “المعركة” الذي عرض على شاشات التلفزيون الأمريكية في حلقات أسبوعية خلال عامي 1962 و1967 ولا تزال بعض شبكات التلفزيون تعيد عرضه . وقد حقق المسلسل شهرة واسعة لفيك، واعتبره الناس بطل المسلسل، بينما البطولة كانت لممثل آخر هو ريك جيسون، ومع ذلك فإن جيسون لم يعترض، وفي ساعات الصباح الأولى من 16 أكتوبر الأسبق جلس جيسون في غرفة مكتبه في فيلته في موربارك في كاليفورنيا، ووضع فوهة المسدس في فمه، وضغط على الزناد، وبعد ساعات، عثرت عليه زوجته الخامسة سيندي، وقد تحول إلى جثة هامدة . وقال المحققون إنه لم يترك أية قرينة توضح أسباب انتحاره، ولكن زوجته ذكرت أنه كان يشعر بالكآبة .



              والطريف أن جيسون نشر مذكراته بعنوان “خواطر من ذاكرتي” قبل انتحاره بثلاثة أشهر، وقال في نهاية المذكرات إنه ينظر إلى المستقبل بأمل، ولكن زوجته وأصدقاءه يقولون إنه كان يؤمن إيمانا قاطعا بالتناسخ، وكان يقول إن الموت ليس نهاية للحياة، وإنما بداية جديدة لها . ويذكر إيد لاساكو، كاتب المسلسل أن جيسون قال له ذات يوم: “بعد موتي، سأولد من جديد كشخص آخر، وعندما أشعر أن الحظ بدأ يتخلى عني، سأنهي حياتي، لكي أعجل في هذه الولادة الثانية” .



              والغربيون الذين يشعرون أن الحظ تخلى عنهم، ويعانون من القلق والإحباط ولا يملكون خلفية إيمانية تساعدهم على الثبات في حياتهم كثيرون، وليس من الغريب أن يلجأ هؤلاء إلى الانتحار، لكي يولدوا من جديد .



              أبو خلدون



              abukhaldoun@maktoob .com



              طباعــــة

              إرســال

              تعليق

              • محمد زعل السلوم
                عضو منتسب
                • Oct 2009
                • 746

                #22
                السعادة آخر تحديث:الجمعة ,08/01/2010




                صالح الخريبي






                انتهى عدد من العلماء من إعداد دراسة موسعة عن السعادة، والغريب أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن كل الأشياء التي كان هؤلاء العلماء أنفسهم يقولون لنا إنها تحقق السعادة، لا علاقة لها بالسعادة على الإطلاق، بما في ذلك المال، والنجاح في العمل، وحب الناس، وذلك لأن السعادة حالة ذهنية، وسعادة الإنسان أو بؤسه، يرتبطان بما يجري داخل جسمه.



                ويقول العلماء إنه حتى الأشياء البسيطة، مثل تناول وجبة طيبة، تساهم في إدخال السعادة إلى قلبك، أكثر بكثير من زيادة رصيدك في البنك. وتقول أستاذة علم النفس جانيت براون أن السعادة ترتبط بطريقة عضوية لا يمكن فصمها عما تفعله أجسامنا، وهذا يعني أنه إذا كنت تعرف ما يسعدك، فإنك تستطيع أن تخدع جسمك وتجعله يجعل عقلك يشعر أنك سعيد، وبذلك تدخل السعادة إلى قلبك. وقد اكتشف العلماء، عن طريق اتباع أسلوب يطلق عليه “تخطيط العقل” للتعرف إلى مراكز السعادة في الذهن أن هنالك عدة أشياء تستطيع أن تفعلها على الفور، لإدخال السعادة إلى قلبك هي:



                * تخلص من الكسل: كشفت دراسة أجرتها جامعة ديوك البريطانية أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل المشي، لبضع دقائق، تساهم في التغلب على القلق والأحزان بسرعة، فالمهم أن تتحرك، لأن الحركة تدفع الجسم إلى إطلاق مواد كيماوية مقاومة للقلق في الدم.



                * حاول الاهتمام بنفسك: تبين أن الكثيرين يصرفون كل طاقتهم في الاهتمام بأحبابهم، ويهملون أنفسهم، بينما تحقيق السعادة يتطلب الاهتمام بالذات أيضا.



                * نظم نفسك واحتفظ بدفتر ملاحظات: تسجيل الذكريات السعيدة التي مرت بك في الإجازات السابقة، أو عشتها في بعض اللحظات العائلية المبهجة من أفضل الطرق لتحسين حالتك العاطفية ودفع العقل إلى إنتاج الاندورفينات التي تعدل مزاجك وتجعلك تحس بالسعادة وتزداد ثقة بالنفس. $ إحذر الكافيين: قد يخطر لك أن البدء بتناول فنجان من القهوة في الصباح هو الوسيلة المثلى لكي تبدأ يومك بذهن يقظ، ولكن عالم التغذية جيل ماركس يقول إن الكافيين يمنع إنتاج حمض أميني يدعى التروبتوفان، وانخفاض هذا الحمض في الدم يحول دون تحوله إلى سيروتونين، وهو عامل مهم في تعديل المزاج.



                * لا تكن صلبا في مواقفك وابتعد عن المضجرين إذ أن الدراسات تشير إلى أنه عندما نتحدث إلى الآخرين، فإننا نتأثر بهم، ونقلد تعابيرهم ونبرات أصواتهم، وهذه الأمور تؤثر على مزاجك، وأفضل ما تفعله للحفاظ على مزاج جيد هو الابتعاد عن المضجرين. وفي الماضي كان أجدادنا يقولون: إن السعادة ليست بالمال ولا في الجاه، وإنما في راحة النفس، والنفس ترتاح إذا شئنا لها أن ترتاح، وتتعب إذا أردنا لها التعب، حتى لو كان معنا مال قارون.







                abukhaldoun@maktoob.com

                تعليق

                • محمد زعل السلوم
                  عضو منتسب
                  • Oct 2009
                  • 746

                  #23
                  أصدقاء الإسلام آخر تحديث:الخميس ,07/01/2010




                  صالح الخريبي


                  أضم صوتي إلى صوت الدكتور محمد على البار وأدعو منظمة العالم الإسلامي وكل الدول العربية والإسلامية الغيورة على دينها إلى دراسة ونشر إسهامات كبار المفكرين في الغرب الذين أحبوا الإسلام وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وبالقرآن كتاباً منزلاً من عند الله. فتسليط الضوء على فكر هؤلاء أفضل رد على الحملة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام في كل مكان في الغرب هذه الأيام، خصوصاً وأن علاقة هؤلاء بالإسلام تعرضت للتعتيم من جانب الذين يكيدون للإسلام في الغرب، إلى درجة أن كتاب جوته “الديوان الشرقي” لم يتعرض للدراسة والتقييم من جانب أي كاتب غربي رغم أنه من أفضل كتاباته، وفي موسوعة الحضارة لم يكتب عنه وول ديورانت إلا سطرين.



                  والذين فتنهم الفكر الإسلامي كثيرون، ومن هؤلاء مايكل هارت الذي اعتبر الرسول الكريم أعظم شخصية في التاريخ، وبوشكين أمير شعراء روسيا، وثوماس كارلايل أكبر فلاسفة الغرب الذي عرّف الشاعر الألماني جوته بالإسلام وكان يقول: “عندما تبدأ بقراءة القرآن الكريم تدرك على الفور إنه ليس كتاباً عادياً، وتحس إنه ينبع من الحقيقة الكبرى المحيطة بكل الحقائق، وكلماته تدخل القلب، وأبرز ميزة له هي أنه نور وهدى صادقان”، والمهاتما غاندي الذي كان يكن احتراماً شديداً للإسلام، ويقال إنه اعتنق الإسلام سراً، ولم يجهر بسبب مكانته كزعيم هندوسي، وكبير شعراء الهند كابر الذي كان يعتقد أن المهمة التي أعدته الأقدار لها هي نشر الإسلام، وكان يتحدث عن توقه إلى “عقيدة دينية لا يكون فيها أوثان في المعابد ولا طبقات، ولا يكون فيها من الآلهة إلا اله واحد” ونابليون بونابرت الذي نشرت صحيفة لومانيتور الناطقة بلسان الدولة الفرنسية في حينه خبرا ذكرت فيه أنه اعتنق الدين الإسلامي وغير اسمه إلى علي نابوليون بونابرت، كما أقنع الجنراك جاك مينو، أحد كبار جنرالاته، باعتناق الإسلام وأشرف شخصيا على نطقه بالشهادتين، ويعترف لويس انطوان فوفوليه دي بوريان، سكرتير نابوليون أن نابليون كان يتحدث كمسلم، ويناقش الفقه الإسلامي مع علماء الأزهر ورجال الدين، وناقش في عدة مناسبات مسألة اعتناقه الدين الإسلامي مع العلماء المسلمين، وظهر في مناسبات عامة بالزي الذي يرتديه رجال الدين الإسلامي، ويجمع المؤرخون على أنه كان شديد الإعجاب بالشريعة الإسلامية إلى درجة أن معظم مواد قانونه المعروف باسم “قانون نابليون” مستمد من فقه الإمام مالك، ورغم ان الحكومات الفرنسية المتعاقبة حاولت حذف كل ما له علاقة بالشريعة الإسلامية من قوانينها، إلا أن القانون الذي طبقته في حادث مصرع الأميرة ديانا في النفق الباريسي يستند إلى الشريعة الإسلامية، فالقوانين الغربية لا تجرّم الذي لا يتحرك لنجدة مصاب مثلا، ولكن الحكومة الفرنسية اعتبرت المصورين الصحافيين مدانين لأنهم لم يفعلوا شيئاً لمساعدة ديانا في اللحظة الحرجة.



                  وهؤلاء الكبار وكثير غيرهم انصفوا الإسلام كما لم نفعل نحن، والقارئ الغربي على استعداد للاستماع إليهم أكثر من استعداده للاستماع إلينا. وتسليط الضوء على مواقفهم من الإسلام أكبر خدمة يمكن أن نؤديها لديننا الحنيف.



                  أبو خلدون



                  abukhaldoun@maktoob.com

                  تعليق

                  • محمد زعل السلوم
                    عضو منتسب
                    • Oct 2009
                    • 746

                    #24
                    نظام كروي جديد آخر تحديث:الأربعاء ,06/01/2010




                    صالح الخريبي


                    اللورد كرومر، ممثل الاحتلال البريطاني في مصر، هو الذي زرع بذرة “جنون الكرة” في الشرق الاوسط، عندما اصدر قرارا بادخال لعبة كرة القدم الى المدارس، واعتبارها نشاطا دراسيا.



                    وقد هاجم الشاعر احمد شوقي هذا القرار بعنف، كما هاجم إشغال الطلاب عن الدراسة بكرة القدم، وكتب قصيدة تهكم فيها على كرومر وقراراته قال فيها: “هل من نداك على المدارس انها / تذر العلوم وتأخذ الفوتبولا”.



                    واللورد كرومر هو جزار مذبحة دونشواي، وقد استبد بمصر ما يزيد على 25 سنة، ثم جرى نقله بعد المذبحة، اذ ان المصريين لم يغفروها له، ولا لابراهيم الهلباوي الذي مثل الادعاء البريطاني في المحاكمة.



                    وقد مات الهلباوي وحيداً، معزولاً عن الناس، ولم يتبق من ذكراه إلا محطة اوتوبيس تحمل اسمه.



                    ولكن بذرة الكرة التي زرعها كرومر نمت وترعرعت، وتحولت الى نواد رياضية عملاقة فيها عدد من اللاعبيين الماهرين، ثم ما لبثت ان اجتازت حدود مصر الى الدول العربية الاخرى.



                    وكرة القدم، التي أرادها كرومر وسيلة لإلهاء الشباب عن العمل السياسي بدأت في السنوات الأخيرة تتجه سياسيا، وكما يتحدث الناس عن نظام عالمي جديد حاليا، فإنهم يتحدثون عن نظام كروي جديد، فقد استغلت الدول الغربية الأولمبياد ذات يوم لمعاقبة موسكو على سياستها تجاه حقوق الانسان، ورفضت المشاركة في الدورة التي استضافتها العاصمة السوفييتية، واستغلت الأمم الأفريقية بطولة أفريقيا لمعاقبة نيجيريا بسبب اضطهادها للكتاب والمفكرين، كما حرمتها من المشاركة في الدورة التي عقدت في بوركينا فاسو قبل سنوات.



                    رغم أن الفريق العراقي كان من أقوى الفرق في الخليج، إلا أن سنوات الإرهاق الطويلة التي مر بها العراق أفقدت لاعبيه مهارتهم، إلى درجة أنه هزم ذات يوم أمام الفريق الأوزبكي.



                    وفي ذلك مثال أيضا في تأثير السياسة على الكرة.



                    والقوى التي تتحكم بالنطام الكروي الجديد بدأت هي الاخرى تشهد بعض التغيير.. وحتى الامس القريب كانت هنالك اربع دول تتحكم بعرش الكرة هي: البرازيل، والارجنتين، والمانيا وايطاليا، اما الآن.. فان النظام الكروي بدأ يتماهى مع النظام السياسي الجديد، وها نحن نرى صعود قوى جديدة هي: اليابان التي تبنت خطة لاستقدام اللاعبين الموهوبين من الخارج لتطوير كرة القدم لديها، وأمريكا التي فازت على البرازيل لاول مرة في تاريخها، وكما خرجت روسيا من النظام السياسي الجديد، فإنها خرجت من النظام الكروي، وفريقها يتلقى الهزيمة بعد الأخرى على ايدي الفرق الأوروبية في بطولات اوروبا.



                    وفي الماضي، كان الامريكيون يقولون: ان أمريكا لا يمكن ان تكون الدولة الاولى في العالم عسكريا، إلا اذا كانت الدولة الاولى اقتصاديا.. وكانت تضغط على كل حلفائها وفي مقدمتهم اليابان، من اجل ذلك، ويبدو انها ترى الآن ان زعامتها للعالم لا تتحقق إلا اذا كانت الدولة الاولى كرويا، ومن هنا بدأت ملامح النظام الكروي الجديد تتشكل.



                    أبو خلدون



                    abukhaldoun@maktoob.com

                    تعليق

                    • محمد زعل السلوم
                      عضو منتسب
                      • Oct 2009
                      • 746

                      #25
                      متعة البحث العلمي آخر تحديث:الثلاثاء ,05/01/2010




                      صالح الخريبي





                      من طريف ما يروى عن توماس أديسون، مكتشف الكهرباء، أنه عندما كان يحاول الحصول على دعم الحكومة البريطانية لأبحاثه، سأله أحد الوزراء: “ما هي فائدة الكهرباء للناس، وما هي وسائل استخدامها في رأيك”، فقال له أديسون: “لا أعرف، ولكنني واثق من أن الحكومة البريطانية ستفرض ضرائب على استخدامها في المستقبل”.



                      ومعظم العلماء الذين غيروا وجه الحضارة بابتكاراتهم لم يكن لديهم أدنى تصور للطريقة التي يمكن أن تدخل اختراعاتهم فيها حيز التطبيق، فالذي ابتكر دهان التيفال مثلا ابتكره لحماية المركبات الفضائية من الاحتراق عند دخولها الغلاف الجوي، ولم يكن يتصور حتى في أحلامه أن منتجي الأدوات المنزلية سيستخدمونه في تصاميمهم لانتاج الطناجر والمقالي التي تقاوم الحرارة، وعندما حمل هاري سامبسون صندوقا كبيرا ووضعه على ناصية أحد الشوارع في نيويورك واتصل بأحد أصدقائه وأجرى أول مكالمة بالهاتف النقال لم يكن يتصور أن اختراعه ستتناقله الأيدي الكبيرة والصغيرة، والخشنة والناعمة، ويتحول إلى أكثر الاختراعات انتشارا في العالم خلال فترة وجيزة. ولعلنا جميعا نذكر أن ألفرد نوبل، مخترع الديناميت، خصص كل ثروته لتقديم جوائز للعلماء الذين يقدمون خدمات للبشرية في أي مجال بسبب معرفته لما سيقوله الناس عنه بعد موته، فقد انتشر خبر غير صحيح عن وفاته، وفي اليوم التالي قرأ ألفرد نوبل الخبز في الصحف كما قرأه غيره، ومع الخبر نبذة عن حياته جاء فيها إنه من أكثر الناس ميلا للشر، لأنه اخترع الديناميت الذي يستخدم في الحروب. وطار صواب الرجل بسبب ما قرأ، وتساءل: هل هكذا سيذكرني الناس بعد موتي؟ وقرر تخصيص ثروته بعد وفاته للعلماء الذين يقدمون خيرا للبشرية.



                      والعلماء لا يشغلون أنفسهم بالتفكير بالطريقة التي تستخدم فيها اختراعاتهم، وقد يتساءل البعض: لماذا يرهقون أنفسهم بالبحث والدراسة إذا، والجواب هو: إن في البحث متعة لا تضاهى، بغض النظر عن نتائجه، وكما الشاعر الذي يشغل نفسه في كتابة قصيدة، ويمضي الأيام والليالي يفكر في ابتكار الصور والتعابير الجديدة لها يحس بمتعة نفسية كبيرة بعد انتهاء القصيدة، بغض النظر عن أي مردود مادي لها، كذلك الباحث، إنه يمضي الأيام والشهور والسنين يجرب، ويلاحظ، والمتعة الكبرى التي يجنيها لا تختلف عن متعة الشاعر عندما يكتب قصيدة جيدة.



                      وفي جنيف ستبدأ قريبا التجارب الخاصة بمشغل هادرون التصادمي في محاولة لفك لغز نشأة الكون، والمفاعل تكلف ما يزيد على 10 مليارات من الدولارات وما يزيد على 15 سنة من العمل، وقد جرى انشاؤه على عمق 100 متر تحت الأرض في نفق دائرة يمتد مسافة 17 كيلومترا، والهدف منه محاكاة نظرية الانفجار العظيم الذي يعتقد العلماء أنه بداية الكون.



                      والتجربة لن تعود بمردود مادي على البشرية التي باتت تفكر، بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة، بنهاية الكون، لا ببدايته، ولكن، هل استفاد العالم مادياً من نظريات العالم الفيزيائي البريطاني الذي تحدث عن المادة المضادة والكون الموازي؟



                      أبو خلدون



                      abukhaldoun@maktoob.com

                      تعليق

                      • محمد زعل السلوم
                        عضو منتسب
                        • Oct 2009
                        • 746

                        #26
                        جوته والإسلام آخر تحديث:الاثنين ,04/01/2010




                        صالح الخريبي


                        قبل مدة، نشرت في هذه الزاوية مقالا عن موقف الشاعر الألماني جوته من الإسلام، وقد لفت المقال نظر السيد عبدالله علي عقبه حول فأرسل لي كتابا حول الموضوع من تأليف الدكتور محمد علي البار يتساءل المؤلف فيه: هل كان شاعر الألمان جوته مسلما؟ وجعل التساؤل عنوانا لكتابه.



                        والتساؤل له ما يبرره، فقد شغف جوته بالقرآن الكريم والإسلام والعرب، وشغفه هذا دفعه إلى الإيمان بأن مهمته على الأرض تشبه إلى حد كبير مهمة الأولياء الصالحين فيما يختص بتهذيب النفس والعمل الصالح، ولكنه تراجع فيما بعد عندما لمس الفارق الكبير بينه وبين هؤلاء من الناحية التطبيقية، فقد لاحظ انه مهما أكثر من عمل الخير فإنه لن يصل إلى مستواهم.



                        وجوته تعرف إلى العرب والإسلام عن طريق صديقه الأديب الاسكتلندي ثوماس كارلايل الذي يعتبر من ألمع المفكرين في الغرب، وفي دائرة “وقف إخلاص” في اسطنبول وثيقة تتحدث عن جانب من حياة كارلايل أغفله المؤرخون تماما هو اهتمامه الشديد بالفكر الإسلامي، وتنسب الوثيقة إلى كارلايل قوله: “في ألمانيا تحدثت إلى صديقي جوته عن الحقائق التي جمعتها عن الإسلام وانطباعاتي الشخصية حوله، وبعدما استمع إلي باهتمام قال: إذا كان هذا هو الإسلام فأنا مسلم، وكل الأحرار في ألمانيا مسلمون”. وكم يبدو جوته رائعا عندما يصف القرآن بأنه الطمأنينة الخالصة، وإنه ينبع من الحقيقة الكبرى المحيطة بكل الحقائق.



                        ويكشف الدكتور محمد علي البار أن كل مفاهيم جوته عن الحياة والدنيا والأخلاق والدين تنسجم تماما مع المفاهيم الإسلامية، وعندما يصف الجنة ونعيمها والحور العين في مسرحيته المشهورة “فاوست” يبدو وكأنه مفكر إسلامي، وقد كتب إلى أحد أصدقائه قائلا إنه يحترم الدين المسيحي ولكنه لا يستطيع أن يهضم طقوس الكنيسة ونظامها المعقد، وجعل الواحد ثلاثة والثلاثة واحدا، وفي قصيدته عن عيسى عليه السلام يردد ما يقوله المسلمون، ويقول: “يسوع كان طاهر الشعور “لم يفكر إلا في الله الواحد الأحد” ومن جعل منه إلها فقد أساء إليه وخالف إرادته المقدسة” ويقول: “إذا كان الإسلام معناه التسليم لله فعلى الإسلام نحيا ونموت”.



                        وعندما يتحدث جوته عن العرب لا يرى فيهم إلا كل ما هو جميل، ولا يترك كلمة من كلمات الثناء إلا ويسبغها عليهم، فعمائمهم تيجان على رؤوسهم، وخيامهم قصور، وسيوفهم حصونهم وحماتهم، وهم شعراء بالفطرة، ولغتهم وعاداتهم تكونت بتأثير الشعر وغدت هي نفسها شعرا، وهم يتنفسون الحرية والإباء، وتملأ صدورهم روح المغامرة وشرف الطموح والفروسية والشجاعة، والأمة العربية “أمة تقيم أمجادها على تقاليد وموروثات جعلتها تتمتع بوعي قوي بالتاريخ دفعها للتفاخر بأجدادها، وهي تعيش الصفاء الإنساني الحقيقي”. والعالم الغربي كرّم جوته افضل تكريم ولكنه تغاضى عن تأثره بالإسلام والحضارة العربية، وإذ نجد أنفسنا الآن في مواجهة هجمة عنصرية شرسة على الدين الإسلامي، فإنني أضم صوتي إلى صوت المؤلف بمطالبة فضائياتنا ووسائل الإعلام عندنا لنشر اسهامات بعض علماء الغرب وأشهر كتّابه الذين انصفوا الإسلام كما فعل جوته.



                        أبو خلدون



                        abukhaldoun@maktoob.com

                        تعليق

                        • محمد زعل السلوم
                          عضو منتسب
                          • Oct 2009
                          • 746

                          #27
                          حلقات مفقودة آخر تحديث:الأحد ,03/01/2010




                          صالح الخريبي


                          كثيرة هي النظريات التي تحدثت عن أصل الإنسان، لعل أطرفها تلك التي أطلقها تشارلز داروين وقال فيها إن الانسان يتحدر من سلالة من القرود خضعت لسنة النشوء والارتقاء، وتحولت إلى بشر، واعترف داروين بوجود “حلقة مفقودة” في سلسلة التطور قال إنه لا يملك جواباً للأسئلة التي تثيرها، ومع ذلك أخذ الكثيرون بنظريته، ومن هؤلاء الأديب اللبناني شبلي الشميل، الذي كتب مقالات عدة عنها وكان من أكثر المفكرين حماساً لها، مما أثار غضب رجال الدين، فاتهموه بالإلحاد، وعندما توفي الشميل رفض مطران طائفته دفنه في مدافن الطائفة وبرر الرفض بقوله: “إن مدافننا خاصة بأبناء طائفتنا، وابن الشميل يقول إنه ليس منا، وأن أصله قرد، فادفنوه في مقابر القرود إذاً”.



                          وقبل مدة، خرج أحد العلماء في أوروبا بنظرية جديدة يقول فيها إن البشر جميعاً تحدروا من امرأة واحدة أطلق هذا العالم عليها اسم “لوسي” أو “حواء الإفريقية” كانت تعيش في كينيا قبل مئات الملايين من السنين، في فترة كان البر الإفريقي فيها يتصل بالجزيرة العربية، ولم يكن البحر الأحمر موجوداً. ويقول علماء الجينات إنهم وجدوا بصمات جينية تحملها الإناث دون الذكور يطلق عليها اسم “جينات الهوموكوندريا” وهذه الجينات موجودة لدى الإناث، بغض النظر عن اختلاف ألوانهن، وأعراقهن وأصولهن، مما يدعم بالفعل الفكرة القائلة إن البشر تحدروا من امرأة واحدة.



                          ولكن، كيف ولدت حواء الإفريقية؟ ذلك ما لم يستطع العلماء الإجابة عنه، وكل ما فعلوه هو انهم وضعونا أمام “حلقة مفقودة” جديدة.



                          والحلقات المفقودة التي ينثرها العلماء في كل مجال كثيرة ومتعددة، بحيث ان الواحد منا بات يعتقد انه ليس هنالك ولو سلسلة واحدة متصلة في العلم، فالعلماء يعرفون مثلاً ان النمل يبني بيته، والنحل خليته، (وحتى الأطفال يعرفون ذلك)، ولكنهم لم يتوصلوا حتى الآن للإجابة عن سؤال بسيط مثل: كيف يستطيع النحل الذي لا يفكر، هندسة خليته بمثل هذه الدقة البالغة؟ وكيف تستطيع حشرة صغيرة محرومة من ملكة الفكر، كالنملة أو النحلة، وضع نظام داخل بيتها أو خليتها يتقيد به الجميع دون استثناء؟ وكيف تتعرف الطيور المهاجرة التي لا تمتلك ذاكرة طويلة الأمد على الطريق الى موطنها الأصلي بعد انتهاء موسم هجرتها؟



                          وقبل مدة أعلن العالم الصيني ليان هاي هو، في مقال نشره في مجلة نيوساينتست المختصة انه اكتشف أصل الطيور. وقال إنه اكتشف احفورتين في مقاطعة لياو نينج الصينية، الأولى في حجم طائر البجاريجار الاسترالي، والثانية لطائر عظم ذيله قصير بشكل يشبه عظام الذيل لدى الطيور في الوقت الحاضر، ويقول العالم الصيني إن الاختبارات التي أجراها كشفت له ان الاحفورتين تعودان إلى الحقبة السيوراسية قبل 142 مليون سنة وهي خاصة بطيور أحدث قليلاً من الطائر الديناصور “أرشينبزيكس” الذي كان العلماء يعتقدون انه أصل الطيور، وأكثر قدرة منها على الطيران، ولو سألنا العالم الصيني: كيف تحولت هذه الطيور العملاقة البشعة خلال 142 مليون سنة إلى طيور ظريفة صغيرة منمنمة وخفيفة الدم مثل الكنار والدوري، ربما يجيب بالقول: هناك حلقة مفقودة.



                          ويا أيها العلماء الذين ما أوتيتم من العلم إلا قليلا، يظهر انه ليس هنالك سلسلة واحدة متكاملة الحلقات لديكم.



                          أبو خلدون



                          abukhaldoun@maktoob.com

                          تعليق

                          • محمد زعل السلوم
                            عضو منتسب
                            • Oct 2009
                            • 746

                            #28
                            العيون آخر تحديث:السبت ,02/01/2010




                            صالح الخريبي


                            في كتابه “المجنون” يقول جبران خليل جبران إن العين قالت للحواس الأخرى “إنني أرى وراء هذه الأودية جبلاً مبرقعاً بالغيوم، فما أجملَه من جبل”. فأصغت الأذن لحديثها ثم قالت لها “أين ذلك الجبل الذي تنظرين؟ إنني لا أسمع صوته”. وقالت اليد “أما أنا فعبثاً أحاول أن أشعر به أو ألمسَه. فليس هنالك جبل البتة”. وقال الأنف “لا أقدِر أن أشمه. ولذلك فإن وجوده مستحيل”. فتحولت العين إلى جهة أخرى ضاحكةً في ذاتها. أمّا الحواس الأخرى فعقدت مجلساً بحثْنَ فيه عما دعا العين إلى مثل هذا الضلال، وبعد البحث والتدقيق قررت بإجماع الآراء “إن العين خرجت لا شك عن صوابها”.



                            والعين هي عضو الإبصار، ويخطئ الأنف عندما يتصور أن ما لا يستطيع شمه غير موجود، وتقع الأذن في ضلالة وتخرج عن صوابها عندما يهيأ لها أن ما لا يدرك بالسمع لا يدرك بأي شيء آخر، ومثل اليد التي تحاول التوصل إلى الحقيقة عن طريق اللمس كمثل العميان الذين اعترض طريقهم فيل، فتلمس أحدهم ساقه وقال “إنه شجرة كبيرة”، وتلمس آخر أذنه فقال: “بل إنه غطاء سميك” وصار كل واحد منهم يعطيه صفة ليست فيه، ولم يقل أي منهم إنه فيل.



                            ويخطئ سارتر، الفيلسوف الوجودي الفرنسي، عندما يقول إن الحواس هي المصدر الوحيد لإدراك الحقيقة، ويقول في كتابه “الوجود والعدم” إن ما لا يقع على موطن من مواطن الإدراك لدينا غير موجود، ومثال على ذلك، إذا كنت تجلس في حديقة عامة ومرت أمامك أفعى لم ترها بعينك، ولم تلمسها بيدك، ولم تسمع فحيحها، ولم تشم رائحتها، فإن الأفعى غير موجودة، فهنالك الكثير من الأشياء التي لا نلتقطها بحواسنا ومع ذلك فإنها موجودة، كالأشعة فوق الحمراء ودون البنفسجية.



                            والعين نافذة الروح كما يقولون، وهي تعرف العدو من الصديق بمجرد النظر، وها هو الشاعر يقول “العين تعرف من عيني محدثها/ إن كان من حزبها أو من يعاديها”.



                            بل إن العين تتكلم، وتنقل ما في صدر صاحبها، كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي “وتعطلت لغة الكلام وخاطبت/ عيناي في لغة الهوى عيناك”.



                            والشعراء أكثروا من التغزل بالعيون، تستقيم في ذلك العيون السود والخضر والزرق، والعيون الخضر ذات مدى وصفها بدر شاكر السياب بالقول، إنها “غابة نخيل ساعة السحر”، وكان العرب يعجبون بالعين الكسلى التي فيها فتور، وبالعين الحوراء والدعجاء.



                            وهنالك العين الحاسدة، وقانا الله وإياكم شرها، وتقول العرب، رجل معين أو معيون إذا أخذ بالعين، ويقولون، إن العين تسرع بالإبل إلى أوصامها، وبالرجال إلى أسقامها، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لو سبق القدر شيئاً لسبقته العين، إن العين حق”. والجاحظ لا يستبعد أن ينفصل من العين التي تصيب شيئاً يستهدف الشخص المصاب، وتؤثر فيه، ويقول الأصمعي “إذا رأيت الشيء فأعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني”. وقبل الإسلام كان الأعرابي إذا أراد أن يصيب أحداً بالعين يجوع ثلاثة أيام ثم يصفه، فيصرعه بذلك. ويقول المسعودي، إن البومة لا تخرج في النهار خوفاً من العين، لأنها تظن أنها حسناء. وخوفاً من عيون الحساد قتل الشاعر ديك الجن الحمصي جاريته، ثم ظل يبكيها حتى مات، وفي ذلك يقول “ما كان قتلها لأني لم أكن/ أخشى إذا سقط الغبار عليها/ لكن ضننت على العيون بحسنها/ وأنفت من نظر الحسود إليها”



                            وقانا الله العيون الحاسدة، وأكثر من حولنا العيون الساحرة التي وجد الشعراء فيها السحر فقال أحدهم “السحر في سود العيون لقيته”.



                            أبو خلدون



                            abukhaldoun@maktoob.com

                            تعليق

                            • محمد زعل السلوم
                              عضو منتسب
                              • Oct 2009
                              • 746

                              #29
                              القمر الأزرق آخر تحديث:الجمعة ,01/01/2010




                              صالح الخريبي






                              اليوم رأس السنة الميلادية، وكل عام وأنتم بخير، وإن كان هنالك من يعتقد أن هذا العيد هو “عيد رقص السنة”، ولذلك يمضيه يصخب ويمرح حتى مطلع الفجر، وقد أطلق نفسه على سجيتها، وهؤلاء تمر عليهم السنة كما بدأوها، أي في حالة انعدام الوزن.



                              ورأس السنة هذا العام يحمل لنا حدثين فلكيين نادراً ما يجتمعان سوياً، بحيث نستطيع القول إنها سنة غير عادية منذ بدايتها. الحدث الأول هو، كسوف جزئي للقمر، عندما يدخل جزء منه منطقة ظل الأرض مع بدء العد التنازلي لنهاية العام، والثاني هو ما يطلق عليه الفلكيون “البدر، أو القمر، الأزرق” الذي يقال إن البعض يتأثر به ويطلق في بعض الأحيان أصواتاً تشبه عواء الذئاب.



                              والقمر الأزرق لا يعني أن القمر سيفقد بهاءه ويصطبغ باللون الأزرق، وإنما يعني حدوث اكتمالين للقمر خلال شهر ميلادي واحد، وقد اكتمل القمر وتحول إلى بدر صافي الأديم في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعندما بدأ العد العكسي لعام 2010 اكتمل مرة ثانية، وهو ما يطلق عليه القمر الأزرق.



                              والقمر يكتمل مرة واحدة في الشهر، و12 مرة في السنة، وكل سنتين ونصف السنة يكتمل مرتين خلال شهر واحد، وآخر حدث له من هذا النوع كان في مايو ،2007 ولكن تزامن البدر الأزرق مع بداية العام لا يحدث إلا مرة واحدة كل 19 سنة، أي مرة واحدة خلال دورة القمر التي يطلق عليها اسم “دورة ميتون”، وآخر عهدنا بازرقاقه كان عام ،1990 والحدث المقبل سيجري عام 2028. والقمر الأزرق لا أهمية له من الناحية الفلكية، فهو كأي قمر عادي، والناس لا يطلقون أصواتاً تشبه عواء الذئاب فيه، و”الأزرق” مجرد اسم له، ليس إلا، كقولنا، قمر الحصاد، أو كقول الغربيين قمر الصياد، بل إن الاسم أعطي له بسبب خطأ “مطبعي”، ففي عام 1946 أخطأ المحرر في مجلة سكاي والتلسكوب في تفسير مضمون المفكرة الفلكية للمزارعين، وأطلق على قمر يكتمل مرتين في الشهر اسم “القمر الأزرق”، بينما المفكرة الفلكية تقول إن القمر الأزرق هو البدر المكتمل الرابع خلال فصل واحد من السنة التي يفترض أن يكتمل القمر فيها ثلاث مرات. والطريف أن الخطأ الذي وقع فيه المحرر شاع على ألسنة الناس، رغم أن المجلة ذاتها صحّحت المعلومة بعدما يقرب من عشر سنوات على نشرها. ولو شئنا أن نسير على التفسير القديم للقمر الأزرق فإن البدر الذي تجلى في السماء في مطلع هذا العام لا يجوز أن يحمل هذا الاسم، لأن فصل الشتاء بدأ في 21 ديسمبر/كانون الأول مع دخول الشمس طرف برج الجدي، ويستمر حتى 21 مارس/آذار مع انتقالها إلى برج الحوت، وخلال هذه الفترة يفترض أن تحدث ثلاثة اكتمالات للقمر، والاكتمال الرابع سيكون هو القمر الأزرق.



                              مع ذلك، فإن أحد كبار المحررين في مجلة سكاي والتلسكوب كتب في موقع المجلة على الانترنت يقول إنه ينتظر القمر الأزرق بكل شغف، وأضاف: “إذا كانت السماء صافية عشية رأس السنة، فإنني سأختلس النظر وأتابع ارتفاع القمر في سماء مدينة بوسطن، لأرى هل هو صافي الأديم أم فيه مسحة زرقاء؟ وسأراقب نفسي أيضا لأرى هل سأعوي كالذئاب؟





                              abukhaldoun@maktoob.com

                              تعليق

                              • محمد زعل السلوم
                                عضو منتسب
                                • Oct 2009
                                • 746

                                #30
                                ثغرة تكنولوجية آخر تحديث:الخميس ,31/12/2009




                                صالح الخريبي


                                أثارت محاولة اشتراك العداء أوسكار بستيريوس في دورة بكين للألعاب الأولمبية في السنة الماضية ضجة عالمية. وبستيريوس معاق من جنوب إفريقيا في الحادية والعشرين من العمر فقد ساقيه في طفولته، فركّب له الأطباء ساقين اصطناعيتين لتساعداه على السير، فتجاوز ذلك إلى التدرب على رياضة الجري وتقدم للتنافس في الألعاب الأولمبية لسباق 400 متر، ولكن المسؤولين في الدورة رفضوا السماح له بالمشاركة، بحجة أن الدراسات كشفت أن الساق الاصطناعية أسرع من الساق العادية، وأن الجهد الذي يبذله أوسكار في السباق يقل بمعدل 25% عن الجهد الذي يبذله منافسه الذي يمتلك ساقين سليمتين.



                                وفي المستشفيات، تحول عمل الأطباء إلى لعبة كمبيوتر، حيث تجرى العمليات الجراحية بإدخال روبوت دقيق إلى الجسم يوجهه الطبيب إلى مكان الألم بجهاز يشبه جهاز التوجيه (الجويستيك) الذي يستخدمه الأطفال في ألعابهم، بل إن التكنولوجيا الحديثة تحاول الاستغناء حالياً عن هذا الأسلوب في العمل وتصمم روبوتات تحتوي على مجسّات تستطيع تلقي الأوامر من دماغ الطبيب مباشرة وتنفيذها، وبذلك يستغني تماماً عن “الجويستيك”. وبعض الذين تعرضوا لإصابات من هذا النوع في الحروب الأمريكية في الخارج ركّبوا أطرافاً اصطناعية بهذه المواصفات، ومن بينهم صحافي أمريكي يدعى مايكل وايزكوف فقد ذراعه في حرب العراق. وفي المستقبل لن يكون الروبوت بحاجة إلى دماغ الطبيب، إذ إنه سيكون مزوداً بالمعلومات الطبية التي يحتاجها.



                                وقد يبدو من الطريف أن نتساءل: نحن نعرف أن برامج الكمبيوتر تتعرض للاختراق، وإمكان حدوث ذلك كبير جدا، فما الذي يمنع شخصاً ما مثلاً، من اختراق البرنامج الموضوع لليد أو الساق الاصطناعية، أو حتى للسيارة، وإفساد عمله، أو دفعه للعمل بطريقة مغايرة، وما الذي يمنع اختراق برنامج الكمبيوتر في سيارة ما، وتحويل الأمر الخاص بتخفيف السرعة إلى أمر بدفع السيارة للسير بأقصى سرعتها؟ ألا يسهل ذلك عمليات اغتيال الشخصيات البارزة في الدول؟ وماذا تفعل الجيوش التي تعتمد في كل حروبها على التكنولوجيا إذا اخترق العدو البرنامج الخاص بتسيير الدبابات وجعلها تستدير لتدمر بعضها بعضاً بدلاً من تدمير المواقع أو الدبابات المعادية؟ وماذا نفعل إذا أصيب هذا البرنامج بفيروس مثلاً؟



                                هذه الاحتمالات واردة بالطبع، وكل تكنولوجيا لها تكنولوجيا مضادة، وفي أجهزة الكمبيوتر العادية نلجأ إلى إيقاف تشغيل الكمبيوتر إذا اكتشفنا أنه يتعرض لاختراق، فهل يوقف الجندي البرنامج الخاص بتشغيل دبابته أثناء المعركة مثلاً، وهل يوقف سائق السيارة الذي يمتلك يداً اصطناعية البرنامج الخاص بتشغيل يده أثناء السير، ويعرض نفسه وغيره من السائقين للخطر عندما يتحول إلى سائق بلا يد؟



                                أبو خلدون



                                abukhaldoun@maktoob.com

                                تعليق

                                يعمل...