إشكاليات في تعريب مصطلح Anarchism -- ما رأيك في خياراته الثلاثة؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    إشكاليات في تعريب مصطلح Anarchism -- ما رأيك في خياراته الثلاثة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نلاحظ أن ثمة عدم ثبات في تعريب مصطلح Anarchism، ويبدو أن هنالك ثلاثة خيارات يواجهها المترجم لتعريب المصطلح، وهي كما يلي:

    1- الفوضوية
    2- الأناركية (أي نقحرة المصطلح)
    3- اللاسلطوية (يفضل بعضهم وضع مسافة بين "اللا" و"السلطوية"، وبعضهم الآخر يرى عكس ذلك)

    ويبدو لي للوهلة الأولى وجود تيارين من المترجمين في هذا الصدد:
    أ- التيار المحافظ (أو التقليدي)، الذي يحبذ الاستقرار على الرأي الأول لهذا التعريب، ألا وهو "الفوضوية".
    ب- التيار التجديدي (أو المعاصر)، ويرى اختيار "الأناركية" أو "اللاسلطوية" بوصفهما التعريب الأنسب.

    والحقيقة أنني أترجم حاليا كتابا في هذا الموضوع، وربما ألحقه بكتاب آخر في المسألة نفسها. وقد طرحت هذا الاستفسار قبل مدة على عدد من أساتذتنا الأكاديميين، فتبيّن لي مدى الانقسام بين المترجمين حول هذا التعريب، وارتأيت طرحه في منتدى الجمعية لعلنا نصل إلى رأي راجح يستند إلى أسس لغوية وفكرية ومنطقية واضحة وسليمة، وكما يقولون "لا خاب من استشار"، بدلا من الاكتفاء برأيي ورأي فريق العمل في الترجمة؛ لنتحاشى التحيّز الفكري قدر الإمكان. وسأضع إن شاء الله فحوى نقاشنا في "كلمة المترجم" ضمن الكتاب حتى يكون القارئ المثقف على بيّنة من قراءته، فتتضاعف فائدته.

    ومن نافلة القول، إن مفهوم Anarchism يرتبط بمذهب وتيار يساري اختلف مع معظم التيارات اليسارية الأخرى، بسبب اتجاهه لإلغاء جميع أشكال الحكومة، والاستغناء عن الدولة تماما؛ لأنها "سلطة مجبولة على قمع الفرد وحريته واستقلاليته، ولقدرة المجتمع الحر على تنظيم نفسه ذاتيا، دون الحاجة إلى حكومة سوف تقمعه في نهاية المطاف وتستولي على أمواله، وتصادر حتى حقه في التعبير" كما تذكر أدبيات هذا المذهب.

    فماذا يرى أهل الحل والعقد في هذا المنتدى الكريم؟ هل هي: 1) فوضوية، أو 2) أناركية، أو 3) لاسلطوية؟ ولماذا؟
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    #2
    فاتني أن أذكر وجود احتمال رابع، ألا وهو ابتكار مصطلح جديد ومختلف عن تلك الخيارات الثلاثة، مع أنه احتمال يعيدنا للمربع الأول.

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4024

      #3
      اللاحاكمية
      اللاسلطة
      اللاحكومة
      وما ذلك إلا لأن هذه النظرية من حيث تعريف المصطلح تلغي الحكومة في هرميتها المعروفة وتعتمد على فكرة تضافر المجتمع بشكل طوعي لتسيير شؤونه بنفسه بشكل ودي غير إلزامي.
      وهذا شيء دونه خرط القتاد
      فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
      فإذا كان الحكم لله فلا بد من وجود يقوم على تنفيذ أحكامه سبحانه وتعالى، وهو ما يشار إليهم بالعمال والولاة والملوك والحكام والرؤساء والسلاطين والأمراء ... إلخ
      ولا يقوم مجتمع دون سلطة حاكمة.
      والمشكلة ليست في وجودها،وإنما مشكلة الناس في التسلط والتعسف والجور والطغيان والفساد لتلك السلطات، وليس في فكرة وجود السلطة نفسها.
      وفي الحديث: عن أَبي سعيدٍ وأَبي هُريرةَ رضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا: قَال رسولُ اللَّهِ ï·؛: إِذا خَرَج ثَلاثَةٌ في سفَرٍ فليُؤَمِّرُوا أَحدَهم حديثٌ حسنٌ، رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسنٍ.
      ومن ثم فالعقل والشرع يثبت الحاكمية.
      وأما هذا المذهب في أصله فقام على إلغاء جميع أشكال الحكومة وترك المجتمعات بلا ناظم لها ولحركتها.
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      • فيصل كريم
        مشرف
        • Oct 2011
        • 296

        #4
        شكر الله لكم مولانا الدكتور أحمد الليثي.
        أي أنكم تفضلون وضع تعريب جديد لهذا المصطلح، وعسى أن نستأنس بآراء أخرى.

        تعليق

        • Dr-A-K-Mazhar
          ملاح
          • Nov 2007
          • 1864

          #5
          أخي الكريم فيصل

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          أود توضيح أمر هام يرتبط بخصوص النصف الثاني من تعليق د. أحمد الليثي من ناحية حاكمية الله، فقد كتب:

          " فإذا كان الحكم لله فلا بد من وجود يقوم على تنفيذ أحكامه سبحانه وتعالى"

          وهنا مشكلة في الترجمة من ثقافة مختلفة. الثقافة التي تطورت فيها الفكرة ثقافة غربية لا تعترف بالتشريع والحكم استنادا إلي نص ديني، فالمشكلة عندهم تعود لمفهومهم للعقلانية والتنوير التي تعتمد العقل فقط فهو المعيار وليس الوحي أو النص الديني.

          والأصل في الموضوع يعود للفلسفة السياسية الغربية وخصوصًا مفهوم "السلطة"

          لمن سلطة الحكم؟ وما مصادر السلطة؟

          ولماذا يطيع الفرد الحر الحاكم وهو مثله؟

          وهذا يختلف عن الإسلام لأن مصدر السلطة في الإسلام ومصدر كل شىء الله. والمنطق السياسي في الإسلام يعتمد مفهوم البيعة لاختيار الحاكم، ومفهوم البيعة ظهر في عهد الرسول (ص) ويعتمد علي الإيمان بعقيدة في الله ورسول أرسله الله

          والسؤال: هل نترجم المصطلح بخلفية الفكر الغربي، أم نعتمد الفكر الإسلامي؟

          وتحياتي

          تعليق

          • ahmed_allaithy
            رئيس الجمعية
            • May 2006
            • 4024

            #6
            حيا الله أستاذنا الدكتور مظهر.
            وأقول إنه حتى مع تطبيق الفكر المادي النفعي المحض فإن النتيجة في هذه المسألة لا تختلف كثيرًا؛ ذلك أن البشر حتى وإن كانوا هم مصدر التشريع فلابد من وجود طائفة منهم تقوم بواجبات الحكم. فقولي "فإذا كان الحكم لله فلا بد من وجود يقوم على تنفيذ أحكامه سبحانه وتعالى" ينطبق على شرائع البشر أيضًا؛ فالقانون البشري الذي يحكم الناس ويتحاكمون إليه لابد من وجود من ينفذون هذه الأحكام. ومن ثم فمن الناحية المبدئية فالمفهوم قائم. وفي الترجمة نعلم أن الثقافة التي يغيب عنها مفهوم ما موجود في ثقافة أخرى، لا تنتج لغتها مصطلحا لذلك المفهوم لانتفاء الحاجة إليه. وفي عصر العولمة وتبادل المفاهيم، واختلاط الثقافات وتبني بعضها لما هو خارج عنها من ثقافات غيرها، تظهر الحاجة لوضع مصطلحات لتلك المفاهيم. هذه واحدة. أما الثانية فهي إما أن يكون الوضع اشتقاقًا أو نحتًا أو يكون اقتراضًا. والحقيقة أن العربية لا تعدم الوسائل الاشتقاقية أو النحتية، ولا توجد لغة تعجز أمام الاقتراض الذي هو أسهل الخيارات، رغم أنه قد يؤدي إلى استغلاق معاني المفاهيم في الثقافة الهدف، وهو ما ينفي الغرض من الترجمة ابتداءًا.
            ولعل هذا هو ما يدعوني لرفض اللاسلطوية، والأناركية والفوضوية. وإن كان المبدأ الأصيل أنه لا مشاحة في الاصطلاح، وأنه ما أن يضع الكاتب تعريفًا لمصطلحاته فإنه يمكنه استعمالها بهذا المعنى كيفما يشاء، فإن الأصل في الترجمة والوضع أن يكون المصطلح دالًّا على ما وضع له، وإن لم تكن الدلالة وافية بالمعنى 100%. إذ يكفي الاتفاق على الدلالة بناء على الأساس الذي يضعه الكاتب.
            ولكن عند وجود مفهوم في اللغة الهدف يشابه أو يناقض مفهومًا في اللغة المصدر تصبح المسألة عند الترجمة مسألة تكييف للمصطلح وليست اختراعًا للفظة جديدة. ولهذا فإن وجود مفهوم الحاكمية والسلطة والحكومة في العربية يسهل المسألة الترجمية لأن Anarchism في جانب كبير من معناها مناقض لهذه المفاهيم بغض النظر عن أن بعضها قد يرتكز على خلفية دينية أو علمانية أو إلحادية -- وأنا لا أفرق بين العلمانية واللادينية التي لا تختلف كثيرًا عن الإلحاد.
            د. أحـمـد اللَّيثـي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #7
              أخي الكريم د. أحمد الليثي

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              أعتقد أن الموضوع مهم من ناحيتين

              1- التأصيل للفكرة واختيار المصطلح المناسب والأفضل لنقل الفكرة الغربية (اللاسلطوية أو اللاحاكمية أو الحكم الذاتي أو لا مركزية الحكم)
              2- الأساليب العملية التي تنزل بالفكرة إلى التطبيق في واقع حياة الناس

              والسؤال: هل الترجمة تعتمد علي أصل الفكرة أم طرق التنفيذ؟

              التأصيل يعود إلى مفهوم السلطة، ومن له سلطة الحكم ولماذا؟

              وبناء علي ذلك لابد من التشريع والتقنين من صاحب السلطة وطاعته ، ومن هنا أيضا مصادر التشريع ثم التقنين والتنفيذ

              وهذا يقود لتوضيح أحد جوانب العلمانية حيث أنها لا تؤمن إلا بتشريع العقل ولا تؤمن بتشريع يستند لنص ديني

              ومن هنا مفهوم الحاكمية مفهوم إسلامي وليس مفهوم علماني غربي

              وبعد الاتفاق علي مصدر السلطة ومصدر التشريع والتقنين يأتي دور التنفيذ

              التنفيذ هنا يستند إلي تشريع صاحب السلطة وهنا يمكن الاستفادة من أي منهج للتنفيذ، والتنفيد عبارة عن سلسلة من الأوامر والقواعد واللوائح من روؤساء. بمعني أنها عملية تنظيمية لتطبيق التشريعات التي في الأخير تنتسب للسلطة أو الحاكمية وليست هي السلطة ولا الحاكمية. وهذا ينعكس علي فكرة المركزية أو اللامركزية في تطبيق التشريعات

              ولكل مصطلح خلفية فكرية عقائدية والسؤال: ما الخلفية العقائدية لمصطلح الحاكمية؟

              هل في الفكر الغربي مصطلج مماثل؟ ربما حكم الأكليروس؟

              وربما مثال نادر علي عدم مركزية التنفيذ وعدم وجود حاكمية أو سلطة مركزية ما حدث في الأيام الأولي من ثورة 25 يناير حيث تم تنظيم عمل الميدان والأنشطة في دوائر ضيقة دون سلطة عليا، تنظيم ذاتي لا مركزي وربما لا سلطوي

              ومن هنا يمكن اقتراح ترجمات مختلفة مثل

              لامركزية الحكم بدلا من اللاسلطوية
              أو
              الحكم الذاتي
              أو

              وهنا ستظهر مشكلة التشريع والتقنين ومن يملك سلطة التشريع للحكم الذاتي أو لا مركزية الحكم

              ولماذا نطيع الحاكم؟

              وربما يظهرمفهوم العقد الاجتماعي كأساس للسلطة

              وتحياتي

              تعليق

              • Dr-A-K-Mazhar
                ملاح
                • Nov 2007
                • 1864

                #8
                منبع الفكرة في الفلسفة السياسية الغربية

                رفض أي سلطة سواء كانت سلطة ملك أو حاكم أو دين أو كنيسة

                وتاريخيًا حدث ذلك بعد صراعات بين الكنيسة والأمراء والملوك

                فإذا أخذنا أصل الفكرة: "رفض السلطة" مهما كانت فما أنسب ترجمة؟

                وهل من الأفضل ترجمة المصطلح ضمن السياق الثقافي التي وردت فيه مع تطورها حتى الآن؟ أم ترجمتها خارج نسيجها الثقافي وما صاحبه من تطورات في الفكر السياسي؟


                وبالنسبة للفكر الإسلامي، متي ظهر مصطلح الحاكمية والتأصيل له وظروفه السياسية؟

                هل بعد موضوع التحكيم والفتنة الكبري؟ أم مع المودودي وسيد قطب؟

                وما تتضمنه من لا حكم إلا لله

                وهل إذا قرأ المسلم في الترجمة العربية مصطلح "اللا حاكمية" سيفهم مضمون المصطلح كما تشرحه كتب الفكر السياسي الغربي؟

                تعليق

                • بشرى لغزالي
                  عضو منتسب
                  • Nov 2016
                  • 29

                  #9
                  السلام عليكم،

                  أشكرك أستاذ فيصل على طرح هذا الموضوع للنقاش.

                  أعتقد أن مقابل (الفوضوية) سيعتمده إما معارض أو منتقد لهذا المذهب (anarchism) لأنه يحيل في اللغة العربية على معنى سلبي (الفوضى والافتقار إلى النظام)، في حين أنه يُعرَّف حسب المعجم بكونه "نظرية سياسية تدعو إلى إلغاء الحكومة الهرمية وتنظيم المجتمع على أساس طوعي وتعاوني دون اللجوء إلى القوة أو الإكراه". وهو التعريف الذي لا يحيل على مفهوم الفوضى (تنظيم المجتمع). ولذلك، قد يكون من الأسلم اعتماد النقحرة (الأناركية) لأن الأمر يتعلق بفلسفة سياسية غربية ويقع على عاتق القارئ فهم تفاصيلها والتعرف عليها بالاطلاع. ولكن، بما أن مقابل (اللاسلطوية) مُعتمد في الكثير من الكتابات عن الموضوع، فأرشح اختياره لأنه يعكس المعنى (غياب السلطة) وينقله بسلاسة للقارئ دون الشعور بأنه مصطلح أجنبي دخيل يستوجب المزيد من البحث. ولا أرى سببا لوضع مصطلح جديد. وبما أن سلطوي اسم منسوب إلى السلطة ويعني "صادر عن سلطة ما" فإن لاسلطوي يحيل على العكس. وأما طريقة كتابة مقابل (لاسلطوية) فأظن أنه قد يسري عليه ما ينطبق على طريقة كتابة مازال ولازال.

                  مع خالص التحيات،

                  تعليق

                  • فيصل كريم
                    مشرف
                    • Oct 2011
                    • 296

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بشرى لغزالي
                    السلام عليكم،

                    أشكرك أستاذ فيصل على طرح هذا الموضوع للنقاش.

                    أعتقد أن مقابل (الفوضوية) سيعتمده إما معارض أو منتقد لهذا المذهب (anarchism) لأنه يحيل في اللغة العربية على معنى سلبي (الفوضى والافتقار إلى النظام)، في حين أنه يُعرَّف حسب المعجم بكونه "نظرية سياسية تدعو إلى إلغاء الحكومة الهرمية وتنظيم المجتمع على أساس طوعي وتعاوني دون اللجوء إلى القوة أو الإكراه". وهو التعريف الذي لا يحيل على مفهوم الفوضى (تنظيم المجتمع). ولذلك، قد يكون من الأسلم اعتماد النقحرة (الأناركية) لأن الأمر يتعلق بفلسفة سياسية غربية ويقع على عاتق القارئ فهم تفاصيلها والتعرف عليها بالاطلاع. ولكن، بما أن مقابل (اللاسلطوية) مُعتمد في الكثير من الكتابات عن الموضوع، فأرشح اختياره لأنه يعكس المعنى (غياب السلطة) وينقله بسلاسة للقارئ دون الشعور بأنه مصطلح أجنبي دخيل يستوجب المزيد من البحث. ولا أرى سببا لوضع مصطلح جديد. وبما أن سلطوي اسم منسوب إلى السلطة ويعني "صادر عن سلطة ما" فإن لاسلطوي يحيل على العكس. وأما طريقة كتابة مقابل (لاسلطوية) فأظن أنه قد يسري عليه ما ينطبق على طريقة كتابة مازال ولازال.

                    مع خالص التحيات،

                    أهلا بكم أستاذتنا الفاضلة بشرى لغزالي، وحياكم الله.
                    وفعلا ما تفضلتِ به يشير إلى لب القضية، وتتعلق بعدة جوانب، كالجانب الاصطلاحي (مدى شيوع المفردة)، والجانب الدلالي (فهم معنى المصطلح ووظيفته الدقيقة)، وجانب لغوي (مدى سلامة الاشتقاق الذي نستهدفه). وهذه كلها تحديات نواجهها في إخراجنا تعريبا صحيحا ومنضبطا، ويبدو أن السبب الأكبر في هذه المشكلة -كالعادة- انعدام، أو شبه انعدام، وجود حالة شبيهة في الثقافة السياسية العربية لمضاهاتها مع هذا المذهب السياسي.

                    لكن كما تفضل الأستاذان الفاضلان د. أحمد الليثي ود. عبد الحميد مظهر، المسألة ذات جذور تأثيلية ليست معقدة بما يعرقل التعريب، فكلمة anarchism قادمة أصلا من اليونانية anarkhia وتحتوي على مقطعين أولهما السابقة an ويعني "بلا" أو "بدون" أو "من غير"، ولعلها تأتي بمعنى التضاد أو الضد، (يذكرني هذا بالأدبيات الكويتية بعد تحرير البلاد من الاحتلال العراقي، حيث شاع المفهوم الغريب "دول الضد"، ويُقصد به كل الدول التي وقفت ضد الكويت) وثانيهما arkhos ويعني حاكم أو قائد، ليصبح المعنى عامةً "بلا حاكم" أو "بدون قيادة".

                    والحقيقة أنني لا أعلم من الذي جعل مفردة "الفوضوية" بوصفها مقابلا دلاليا واصطلاحيا لـ anarchism. فما رأيته هو ترجمة اضطلع بها جورج طرابيشي لكتاب وضعه ستالين بعنوان "إشتراكية أم فوضوية"، لكن الترجمة صدرت طبعتها الأولى عام 1978، أي لا بد أن هذا التعريب خرج قبل ذلك بكثير، ويدلل انتشار تعريب "الفوضوية" بين المترجمين التقليديين على هذا القِدم، كما أنه ليس من المعلوم ما إذا ناقش هؤلاء المترجمين التقليديين أو "المحافظين" كيفية تخريج التعريب على هذا النحو، وبناءً على أي أسس.

                    أيا يكن الأمر، يبدو أننا متفقون على العيب الإيحائي والضمني الذي يشوب تعريب "الفوضوية"؛ لأنه -كما تفضلت الأستاذة بشرى- قد يعرِض المفهوم بصورة سلبية، على غير ربما ما تشير له دلالاته الحقيقية والواقعية. (ولاحظ هنا تحفظي بسبب احتمال عدم شمولية ذلك تماما؛ فأحيانا تستخدم كلمة anarchy في اللغة الإنجليزية للإشارة إلى الفوضى، لكن يأتي هذا في سياقات عامة وليس سياقا اصطلاحيا خاصا، للإشارة إلى هذا المذهب السياسي). ومن جانب آخر، لا يعقل أن ينادي أصحاب المذهب أنفسهم بمسمى ووصف سلبي، يكاد يكون قدحا في أنفسهم، وذلك عندما نترجم تسميتهم لأنفسهم بهذا المسمى السلبي "الفوضوية"، وكأنهم ينفضون الناس عنهم، لأنه في نهاية المطاف ما من أحد طبيعي يدين بالولاء أو حتى التعاطف لظاهرة "فوضوية". وهذا للأسف الشديد يكشف عن عدم نضج التفكير السياسي عند كثير من المثقفين العرب التقليديين، وعدم جديتهم في البحث وتحرير المعاني والمصطلحات. ثم من ناحية أخرى، يستند الإخوة التقليديين الكرام إلى المعنى المعجمي لمفردة "فوضى"، إذ يذكر المعجم الوسيط: "قومٌ فوضى: ليس لهم رئيسٌ"، وما ذكره معجم اللغة العربية المعاصر: "اختلال في أداء الوظائف والمهام الموكلة إلى أصحابها وافتقارها إلى النظام." كما تحدث المعجم الرائد عن مفهوم "قوم فوضى" أنه: "ليس فيهم رئيس (...) «أموالهم فوضى بينهم»: "أي هم شركاء فيها متساوون، من أراد منهم شيئا أخذه." وهذا كله لا علاقة له البتة بمفهوم anarchism الذي يناقش سياسيا فكرة هيمنة المجتمع على الدولة (لا العكس)، وهذا يقترب من فكرة "الأمة" في الإسلام، وخضوع الحاكم له (وهذا موضوع يطول شرحه). ومن ثم، لا يصح الاستناد إلى هذا التعريف، ونستطيع القول بسقوطه وعدم التوقف عنده.

                    أما الخيار الثاني فيتجلى بنقحرة المصطلح؛ للخروج من هذه الأزمة بسهولة، "أناركية". ويبدو أن هذا الحل استُعمل مؤخرا في عدد من الكتب، مثل كتاب بعنوان "الأناركية" لمؤلفه الفرنسي دانيال غيران، ونشرته دار التنوير عام 2015، التي كتبت تمهيدا تطرقت فيه باقتضاب إلى مشكلة تعريب هذا المصطلح، وجزمت -دون إسهاب- من أن التعريب الأنسب هو هكذا، لكنها استسخفت، باستهتار واضح، بالحلين الآخرين (وليس هكذا تورد الأبل يا تنوير) دون تعليل وتبيين مقنع. وكما يعلم الأساتذة الكرام في الجمعية، فإن تفعيل خيار النقحرة له شروط ومقتضيات مشددة، ولا نلجأ إليه هكذا بسهولة، ولو توسعنا فيه لحكمنا بالموت على لغتنا، وأوضح هذه الشروط انعدام وجود إمكانية للتعريب والاصطلاح، وهذا غير موجود فيما نواجهه من مسألة تعريب anarchism، فتوليده ممكن جدا كما نلاحظ. والحقيقة أنني لا أعلم سبب سرعة الاستسلام "للنقحرة" على الرغم من وجود الحلول التعريبية الكثيرة، كما تفضل الدكتور الليثي مثلا بذكر خياراتها المتعددة أعلاه. لكن الواضح أمامنا في الأعوام الأخيرة شيوع هذه النقحرة بما لا يسمح بتغافلها، مما يعني الاضطرار إلى استعمالها لتوضيح المقصود من التعريب للقارئ العربي، مع الاقتصاد في ذلك بأقصى قدر ممكن، وبما لا يضر بتوحيد المصطلح في العمل.

                    وننتقل إلى خيار "لاسلطوي" و"لاسلطوية"، وهو اشتقاق مكوّن من "لا" و"سلطوية"، على غرار اشتقاق "لاسلكية"، ويذكرنا هذا باشتقاق anarchy من اليونانية والمذكور آنفا. ويبدو أن المعاجم العربية لا تشرح كثيرا كلمة "سلطوي" سوى ما أشار إليه معجم اللغة العربية المعاصر من أنه "اسم منسوب إلى سُلْطَة" وكذلك "صادر عن مقرّ سلطةٍ ما". على أن ما يظهر لنا أن "سلطوي" يشير إلى الشيء أو الشخص المؤمن بوجود سلطة مركزية قوية، ويرجح تفضيله التقليل من الحريات وتركيزها بيد هذه السلطة. والسلطوية تسير في هذا المعنى: التوجه نحو سلطة مركزية. وعندما نسبقها بلا "المضادة"نصل تقريبا إلى فكرة هذا المذهب. بيد أن المشكلة الدلالية قائمة حتى في هذا الخيار؛ فمذهب anarchism يتحدث عن احتمال إلغاء فكرة الدولة برمتها، وليس فقط إزالة السلطة، لكن من الممكن أن نجادل أن السلطة بمؤسساتها وأجهزتها تجسد الدولة، كما أشيع عن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر المقولة الشهيرة "أنا الدولة، والدولة أنا". أي أننا نعتقد أن تعريب "لاسلطوية"، على علاته ومشاكله، هو الأقرب للدلالة المقصودة بمصطلح anarchism. مع الإشارة إلى كتابة المقطعين ككلمة واحدة "لاسلطوية" دون فصلهما "لا سلطوية"، على غرار اشتقاق "لاسلكية" الذي أعتقد أن مجمع اللغة قد وافق عليه. وكما أجهل من ناحيتي مبتكر "الفوضوية"، فالأمر ذاته ينطبق على "اللاسلطوية"، فلا نعلم من الذي جاء بهذا التعريب، الذي نظن أنه أصاب شيئا من التوفيق، لقربه من المعنى المقصود.

                    ربما أرد على ما تفضل به الدكتور أحمد الليثي من اقتراحات وجيهة، لكني أكتفي بهذا القدر، حتى لا يطول بأكثر مما ينبغي، على أمل أن يدلي أستاذنا الدكتور عبد الرحمن السليمان بدلوه في هذه المسألة، لتخصصه بها وخبرته اللغوية الطويلة فيها.

                    تعليق

                    • بشرى لغزالي
                      عضو منتسب
                      • Nov 2016
                      • 29

                      #11
                      شكرا جزيلا لك أستاذ فيصل على هذا الشرح المفيد.
                      وبالتوفيق.

                      تعليق

                      • محمد آل الأشرف
                        عضو منتسب
                        • Jun 2018
                        • 212

                        #12
                        أقترح على أساتذتي الكرام كلمة الإبَاهِلِيّةُ مقابلا لكلمة Anarchism
                        أي تَخْلِيةُ الرَعِيَّة إلى إرادتها.
                        مشتق من فعل بَهَلَ أبهلَ أي خلاه لنفسه ومشيئته.

                        تعليق

                        • فيصل كريم
                          مشرف
                          • Oct 2011
                          • 296

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد آل الأشرف
                          أقترح على أساتذتي الكرام كلمة الإبَاهِلِيّةُ مقابلا لكلمة anarchism
                          أي تَخْلِيةُ الرَعِيَّة إلى إرادتها.
                          مشتق من فعل بَهَلَ أبهلَ أي خلاه لنفسه ومشيئته.
                          شكر الله لك أستاذنا الفاضل محمد آل الأشرف هذا الاقتراح المثير للتفكير.

                          تعليق

                          • فيصل كريم
                            مشرف
                            • Oct 2011
                            • 296

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
                            اللاحاكمية
                            اللاسلطة
                            اللاحكومة
                            وما ذلك إلا لأن هذه النظرية من حيث تعريف المصطلح تلغي الحكومة في هرميتها المعروفة وتعتمد على فكرة تضافر المجتمع بشكل طوعي لتسيير شؤونه بنفسه بشكل ودي غير إلزامي.
                            وهذا شيء دونه خرط القتاد
                            فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
                            فإذا كان الحكم لله فلا بد من وجود يقوم على تنفيذ أحكامه سبحانه وتعالى، وهو ما يشار إليهم بالعمال والولاة والملوك والحكام والرؤساء والسلاطين والأمراء ... إلخ
                            ولا يقوم مجتمع دون سلطة حاكمة.
                            والمشكلة ليست في وجودها،وإنما مشكلة الناس في التسلط والتعسف والجور والطغيان والفساد لتلك السلطات، وليس في فكرة وجود السلطة نفسها.
                            وفي الحديث: عن أَبي سعيدٍ وأَبي هُريرةَ رضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا: قَال رسولُ اللَّهِ ï·؛: إِذا خَرَج ثَلاثَةٌ في سفَرٍ فليُؤَمِّرُوا أَحدَهم حديثٌ حسنٌ، رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسنٍ.
                            ومن ثم فالعقل والشرع يثبت الحاكمية.
                            وأما هذا المذهب في أصله فقام على إلغاء جميع أشكال الحكومة وترك المجتمعات بلا ناظم لها ولحركتها.

                            شكر الله لكم أستاذنا الفاضل دكتور أحمد الليثي لما تفضلتم به من اقتراحات مهمة، وتصب في صلب فكرتنا التي نناقشها هنا.

                            كما تعلمون فضيلتكم، فإنه لا مشاحة في الاصطلاح، كما تفضلتم أعلاه. ومن هنا، فما نفعله هو مجرد ضبط دقيق fine tuning للاصطلاح؛ لأننا متفقون في النهاية على فهم الفكرة، ومن ثم وضع المسمى المناسب والأقرب لها. وما تفضلتم به من اقتراحات كله وجيه وسديد، مع أنه يعود بنا إلى نقطة البداية، ألا وهي صياغة تعريب جديد ومختلف تماما عن الخيارات الثلاثة الشائعة والسائدة حاليا؛ وما يثير الإعجاب هنا أن مجرد طرح منظور التجديد يقدم لنا درسا في أسلوب تناول موضوعات الترجمة بجدية وعقلانية أكثر من ذي قبل، وهذا يقدم خدمة جليلة لمجال الترجمة، ويسرني طرح هذا النقاش في "كلمة المترجم" ليتبين للقارئ مدى جدية عملية تعريب أي مصطلح مهم، وصعوبتها ودقتها.

                            نحن متفقون كذلك أن الخيارات الثلاثة أعلاه، تكتنفها كلها مثالب بدرجات متفاوتة، مما يضطرنا للتصويب والتقريب قدر الإمكان ما بينها، ومن ثم فنحن لا نريد التورط بخيارات أخرى قد تدخل القارئ في متاهة اصطلاحية أخرى؛ لأننا نستهدف في المقام الأول إخراجه مما نعتقد أنه عدم صواب دلالي، عبر شيوع مصطلح "الفوضوية". فعلى سبيل المثال، لو أخذنا مصطلح "اللاحاكمية" فالاحتمال الأرجح أن هذا قد ينقلنا إلى مفهوم معاكس "لقضية الحاكمية" في الفقه السياسي الإسلامي، أي أنه قد يتداخل مع مفهوم ديني في ذهن القارئ، كما تفضل الدكتور عبد الحميد.

                            ومفهوم "اللاحكومة"، مع أنه اقتراح عملي بلا شك، لكن مفهوم الـ Anarchism قد تتجاوز هذه الفكرة إلى إلغاء الدولة نفسها، والاعتماد على المجتمعات المتضامنة، أو كما يسميهم وليام غَدوين "الجيران". لكن مصطلح "اللاحكومة" مهم من ناحية أخرى، ألا وهي مشكلة تعريب مصطلح libertarian وتعريفه حسب قاموس أوكسفورد كما يلي:
                            an advocate or supporter of a political philosophy that advocates only minimal state intervention in the free market and the private lives of citizens
                            ولا أعلم إذا يصح تركيب "اللاحكومي" عليه، مع إدراكي ضعف هذا الاحتمال. والمشكلة التي أراها ماثلة أمامي هي ما شاع من الاكتفاء بنقحرة هذا المفهوم إلى "ليبرتارية"، وهذا غير مقبول طبعا. وكما هو معلوم فالمصطلحان: Anarchism + Libertarianism متقاربان للغاية. فلم لا نستخدم أحد الاقتراحات التي تفضل بذكرها دكتور أحمد الليثي لتعريب هذين المصطلحين، ونكون بذلك قد حققنا إنجازا؟ وأنا أرشح "اللاحكومة" مقابلا دلاليا لمصطلح Libertarianism، لأنه مذهب "يدعو إلى التقليل من تدخل الدولة والحكومة في مناحي الحياة لصالح حرية الفرد."

                            أما اقتراح "اللاسلطة" فلا أراه بعيدا عن "اللاسلطوية"، مع اكتنافه مشكلة صعوبة الوصف فيه، فكيف نصف الشخص المؤمن بـ"اللاسلطة"؟ فمع "اللاسلطوية" هو "لاسلطوي" وهو ما يوازي anarchist. ولا أعتقد أن هنا مشكلة بحد ذاتها.

                            أعتقد أن المهم في هذا النقاش لا ينحصر باستخدام هذا الخيار التعريبي أو ذاك، بل تتجاوز أهميته إلى منهجية التفكير، والوقوف على بينة عند الاستقرار على تعريب بعينه.

                            تعليق

                            • حامد السحلي
                              إعراب e3rab.com
                              • Nov 2006
                              • 1374

                              #15
                              مداخلة متأخرة في ترجمة مصطلح أناركية
                              نحن أي كتابتنا وثقافتنا العربية تبع في كل شيء تقريبا للغرب وبما أن الاصطلاح والترجمة غايتهما إيصال المعنى فهما مضطران لمسايرة هذه التبعية مع بعض السعي للحد منها لكن ليس إلغاءها
                              أنا لست مترجم لكن لي كتابات فكرية وسياسية بالعربية فيما جزء كبير من قراءاتي بالإنكليزية وقد استخدمت هذا المصطلح مرات كثيرة ولم أتبن في كتابتي مصطلحا ثابتا
                              الفكرة نفسها في أوربة على درجات بعضها ليس رفضا للحوكمة تماما لكنه ضد تغولها وهذا له درجات وليس صعبا أن ترى اليوم من يتهم ترمب وجماعته بالأناركية "يمين متطرف لكنه ضد تغول السلطات التي يتبنها اليسار الليبرالي "الليبرالية الجديدة" اليوم" وهناك تدرجات أوسع تصل حتى الفوضوية التامة وليس مجرد إلعاء السلطة بشكلها المعروف بل إلغاء كل السلطات بما فيها المجتمعية والأسرية ولاحظ أن إلغاء السلطات المجتمعية والأسرية لصالح الدولة جزء من عقيدة الحركة اليسارية الاجتماعية منذ نشأتها بعد الحرب الثانية وفكريا قبل ذلك وهذه السلطات المحلية بالمقابل هي ما يتمسك بها اليمين المحافظ والتي يعتبرها خصومهم اليساريين تقوض سلطة الدولة الحديثة مآلا
                              فالأمر في الحقيقة متعدد الجوانب ومربك في نقله للقارئ العربي ولا أظن أيا من الطرحات الاصطلاحية بدون توسع بالشرح ينقل المعنى فحتى النقحرة أناركية كثيرا ما تعني لبعض القراء شيء يشبه Qanon اليمينية ولآخرون شيء يشبه Antifa وهما على الضد رغم أتفاق واسع على اعتبارهما تحملان شكلا من الأناركية
                              في الكتابة الفكرية البحتة التي لا تطرح شكلا معينا أفضل استخدام اللاسلطوية لكن أحيانا كثيرة أستخدم فوضوية وأناركية بحسب ما أظنها أقرب لإيصال المعنى
                              إعراب نحو حوسبة العربية
                              http://e3rab.com/moodle
                              المهتمين بحوسبة العربية
                              http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                              المدونات العربية الحرة
                              http://aracorpus.e3rab.com

                              تعليق

                              يعمل...