يكتب الدكتور حمزة المزيني في مدخل كتابه التحيز اللغوي وقضايا اخرى: ظلَّت اللغةُ واحدة من الخصائص الإنسانية التي أثارت انتباه الإنسان طوال العصور. فكان اكتسابُ الإنسان لها وتنوُّعُها من مجتمع إلى آخر ومقارنةُ تلك الأنواع بعضها ببعض مسائلَ لم يتوقف الإنسان منذ القِدَم عن التفكير فيها واقتراح تفسيرات لها. ومن اللافت للنظر أن تفسيراتِ هذه الظواهر كثيرًا ما تتشابه في الحضارات المختلفة؛ إذ نجد في كل حضارة من يرى أن لغة تلك الحضارة هي أولُ اللغات نشأة، وأن اللغات الأخرى لم تَنشأ إلا متأخرة نتيجة لعقاب إلهيّ، وأن تلك اللغة تتفوق على ما عداها: فهي الأجمل والأكمل والأكثر منطقية. . . إلى غير ذلك من الصفات المميِّزة.
ثم ينتقل الى فصل التحيز اللغوي عند العرب ويكتب: ليس العرب بدعًا بين الأمم في مسألة التحيز اللغوي. فقد ظهر هذا النوع من التحيز عندهم في أطوار تاريخهم الثقافي كله. وسوف أناقش هنا مظاهر هذا التحيز والكيفية التي ورد بها في المصادر العربية والأسباب التي كانت وراء وجوده فيها. ويمكن أن يعالج هذا الموضوع في التراث العربي القديم على حدة ومن ثم في الدراسات العربية المعاصرة.
يمكن أن يتخذ التحيز اللغوي عند العرب المظاهر الآتية:
1ـ أن اللغة العربية أول اللغات نشأة،
2ـ اللغة العربية أفضل اللغات وأكملها وهي لغة أهل الجنة،
3ـ فصاحة قريش،
4ـ نشأة النحو.
بالنسبة للدكتور المزيني ان كل من يقول ان المنطقة التي ترعرعت فيها اللغة العربية ترزخ بمعاني أول سمات الانسان والانسانية والحضارية بمعنى انها ارض نشأة اول انسان واول حضارة واول كتابة ودخول الانسان لأول مرة في التاريخ واول مدينة ومدنية واول دولة واول تشريع قانون واول اختراع للزراعة واول قوانين الاقتصاد مع اختراع النقد للتبادل التجاري واول ديانات سماوية التي تنتمي اليها اغلب البشرية، واول برلمان ( كتاب لصاموئيل كرامر في التاريخ يبدأ في سومر) واول مدرسة، واول مستشفى واول صيدلية واول طبيب وعلوم الطب، واول مطبخ واول معجم والقائمة تطول، فهو متحيز لغويا وقوميا ...الخ. لم يذكر الدكتور المزيني حرفا واحدا من هذه الحقائق ان المنطقة التي ترعرعت وتطورت فيها اللغة العربية هي الاولى في نشأة الانسان وحضارته من جميع جوانبها. اذن نشأة وبداية الانسان وحضارته لم تكن لا في الصين ولا في المكسيك ولا في مكان اخر.
لقد ذهب الدكتور المزيني في تحليله الذي اعتمد بأساسه على العموميات وجلب الروايات الانشائية لكي يطعن باللغة العربية والتشكيك في اصلها المتجذر منذ قدم الانسان يتخذ من بعض الذين فعلا ينحازوا عاطفيا وروحيا لمنشأ اللغة العربية، دون اخذ بالحسبان السببية العلمية لهذا المنشأ، هدفا سهلا للتشكيك في اصالة اللغة العربية. ثم ما العلاقة بين شخص ما من شعب ما في المكسيك او في اوربا او مكان آخر ينحاز قوميا وعاطفيا لأصل لغته مع العلوم التي تثبت ان منطقة اللغة العربية هي الاقدم في نشأة الانسان الحديث الجد الاول لجميع البشرية ونشأة الحضارات التي لم يتطرق لها الدكتور المزيني ولكنه ربط فكرته بطريقة انتقائية مفتعلة من عموميات النزعة الانحيازية عند الافراد او المجتمعات في اي ميدان ممكن ومنه اللغوي (يضرب الدكتور في علم الاجتماع الراحل علي الوردي مثلا في التلقائية الانحيازية: لو حافلة ركاب تصطدم بشخص كان ماشيا فركاب الحافلة وبشكل تلقائي يكونوا فريق متضامن مع سائق الحافلة وفريق المصدوم يتكون من الراجلة ضد الفريق الآخر) مع الذي ينحاز فعلا عاطفيا للغته العربية ليصل بالتالي الى التشكيك في المنشأ والاصل حيث لم يشرح الدكتور المزيني في كتابه ان هذه النزعة الانحيازية متواجدة وبشكل تلقائي عند كل فرد ومجموعة ومجتمع. ولكن الذي حصل في بحث المزيني انه طرح النزعة الانسانية عند الاقوام في الانحياز للغاتهم وقفز فوق جبل من تاريخ منطقتنا ومنشأ الانسان والحضارة واتخذ من شريحة عاطفية او تستمد معلوماتها من محور واحد لا تعتمد على محاور علمية عدة كسببية في الهجوم المبطن للتشكيك في قدم واصالة اللغة العربية وهو علميا امر ثابت ومثبت الذي لا يمكن لا للدكتور المزيني ولا لغيره ان ينفي ذلك. والا كيف نفهم منه وهو صاحب شهادة جامعية رفيعة وباحث متميز ان يفقد الحد الادنى من اتزانه العلمي والمنطقي والانساني ويتهم الشعب الفلسطيني بالارهابي ويتفهم من يقهر هذا الشعب الذي هو من جلدته وكيف نفسر اذن موقف هذا الاستاذ الجامعي العربي الاصل مع بحثه بمنشأ اللغة العربية؟.
لكي يكون الموضوع واضح للجميع يجب الاطلاع على العوامل الفزيائية ونشأة أول انسان مكتشف فيها. في الرابط ادناه (1) يتحدث عن اكتشاف للآن الاقدم انسان الذي اسمه في اللغة اللاتينية الانسان الذي يدري انه يدري homo sapiens sapiens عمره حوالي 200 الف عام عاش في القرن الافريقي بالضبط في الحبشة (أليس هذا هو الانسان الاقدم وصاحب اقدم لغة على وجه الارض ام هناك تحيز؟). من حيث علم الجيولوجي ان درع الجزيرة العربية قبل 25 مليون عام كان جزءا من افريقيا وحسب نظرية حركة القارات La Tectonique des Plaques، انظر الرابط (2)، تحرك هذا الدرع نحو الدرع الايراني ليرطدم به ثم ينزلق تحته Geo-syncline ليكون منخفض الخليج العربي اليوم، وبهذه العملية الارطدامية تكونت نحو الاعلى جبال زاكروش الايرانية Anticline ومن شرق درع الجزيرة بدأ البحر الاحمر بالتكوين كشق انكساري جيولوجي يمضي نحو البحر الميت بين فلسطين والاردن وثم ينتهي بجبال لبنان وهذه التكوينات الجيولوجية مستمرة ليومنا الحاضر. لكن الى عهود قريبة كان مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي والصومال في القرن الافريقي متصل بممرات ارضية منها بركانية بحيث الانسان كان بأمكانه عبورها من والى الجهتين مصاحبا لمرور الحيوانات البرية كالجاموس والانعام الاخرى الذي يتبعها الانسان لاجل قوته وطعامه وهناك اثار لعظام هذه الحيوانات القديمة ذاتها التي تعيش في افريقيا وجدت في اليمن عليها علامات خدوش بسبب ادوات حادة يستعملها فقط الانسان. فلدينا الصورة بأن الانسان الاقدم المكتشف اليوم في الحبشة كان بأمكانه ان يعبر هذه الممرات القريبه اليه ويعيش في الجزيرة حيث مناخها يختلف عن اليوم، او العكس من الجزيرة الى افريقيا ونحن ننتظر بفارغ الصبر بحوث ميدانية ومسح اثري في اليمن وبادية الجزيرة حيث ليومنا لم يبت فيها الامر مع الاسف.
الشئ الثاني وهي النظرية الاحدث في وقعها بما يخص جهاز التواصل النطقي. ان هذه الحركة التكتونية جعلت منطقة القرن الافريقي اكثر عرضا للمناخ الجاف بعد ان كانت غابات استوائية ومدارية ثم اصبحت مكشوفة في اعشاب عالية Savannah حيث ساعدت الانسان بالوقوف على قامتيه ليرى الافق في الصيد والاحتراز من الاخطار. وبسبب هذا الجفاف تبيئت حنجرة ذاك الانسان بحيث بدأت تنزل الى اسفل الحلق لكي تحتفظ بأكثر رطوبة ويقيها من المناخ الجاف مما ساعده على قدرة النطق بعض الشئ في بدايته وظهور ليس فقط منطقة بروكا في دماغ الانسان المتخصصة في الكلام والتعبير المذكورة في الفصل السادس من كتاب الدكتور المزيني وانما ظهور منطقة ويرنيك او فيرنيك في الدماغ، رابط (3)، التي تقع خلف منطقة بروكا تختص بتحسس وفك رموز الكلام وتحليل مفرداته حيث لم يذكرها الدكتور المزيني في كتابه. بالاضافة الى موقع عينين الانسان في الواجهة التي جعلته يركز على الاشياء في نقطة محددة بثلاث ابعاد هذا ما ساعده على تطويرمفهومه للبيئة وبالتالي التعامل معها بدقة كما في الثديات المفترسة والكواسر الطائرة حيث موقع عيونها في الواجهة يساعدها على التركيز حين الافتراس والصيد وبالتالي التفنن بالحيل والمطاردة لذلك نجد هذه الحيوانات هي الاكثر ذكاءا ودهاء إن جاز التعبير. لكن الانسان مع اليد التي تتقن بدقة متناهية استعمال الادوات وبطبعه الاجتماعي الذي يساعده على تبادل الخبرات والاكتشافات والمعلومات بين المجموعات كل هذه (السينرجية) المؤثرة بعضها على البعض الاخر جعلت من تلافيف دماغه اكثر تعقيدا وبنفس الوقت جهازه للتواصل النطقي اكثر دقة فرويدا رويدا تغير حجم جمجمته وتغير فكه واسنانه وجهازه النطقي الذي نعرفه اليوم في نطق الاصوات العديدة.
وحسب النظريات الحالية التي تقول ان اصل الانسان الحديث هو من القرن الافريقي ثم انتقل الى ارجاء العالم ضمن فترات زمنية متباعدة، لم يبقى لدينا اذن الا ان نذكر ان اللغة بمعناها العام نشأت مع ذاك الانسان وانتقلت معه في كل مكان وان اللغة العربية كسائر باقي اللغات هي ايضا من ذاك الانسان نفسه الفارق انها عاشت في منطقته وظروف بيئية حافظت على اصولها وتطورت دونما اي تبعج او انكسار الذي حدث لباقي اللغات ولكنها ابتعدت كثيرا عن مصدرها، وعند الانتقال المتواصل من بيئة الى اخرى تختلف عن سابقتها حصل الانبعاج والانكسار في اصلها، ومنها بقت لغات لم تتطور في جغرافيتها وهذا مشهود عند بعض جماعات تتكلم لغة بدائية سوى في افريقيا او غيرها.
هذا لم يذكره الدكتور المزيني في بحثه ولم يذكر ايضا ان منطقتنا اي منطقة اللغة العربية ترزخ بكل شئ ناشئ واولي. لذلك نعني بمنشأ جذور مصادر اللغة العربية قدمه قدم الانسان الاولي بالصورة الآدمية وليست اللغة العربية هي الاقدم، اي انها الوحيدة من بين جميع اللغات التي حافظت على جذرها الاصل الناتج من الانسان الاول فهي لغة آدمية بأمتياز، انظر الى الرابط (5) يخص موضوع علم الوراثة والهندسة الجينية للانسان الحديث مع مصطلح تعبيري لآدم .
1
http://www.unews.utah.edu/p/?r=022106-47
2
http://uk.youtube.com/watch?v=ft-dP2D7QM4&feature=related
3
http://membres.lycos.fr/rouahcompere/cerveau.htm
4
http://www.globalchange.umich.edu/globalchange2/current/lectures/ford1/Ford1.html
5
http://pablo.carballada.org/2006/08/
ثم ينتقل الى فصل التحيز اللغوي عند العرب ويكتب: ليس العرب بدعًا بين الأمم في مسألة التحيز اللغوي. فقد ظهر هذا النوع من التحيز عندهم في أطوار تاريخهم الثقافي كله. وسوف أناقش هنا مظاهر هذا التحيز والكيفية التي ورد بها في المصادر العربية والأسباب التي كانت وراء وجوده فيها. ويمكن أن يعالج هذا الموضوع في التراث العربي القديم على حدة ومن ثم في الدراسات العربية المعاصرة.
يمكن أن يتخذ التحيز اللغوي عند العرب المظاهر الآتية:
1ـ أن اللغة العربية أول اللغات نشأة،
2ـ اللغة العربية أفضل اللغات وأكملها وهي لغة أهل الجنة،
3ـ فصاحة قريش،
4ـ نشأة النحو.
بالنسبة للدكتور المزيني ان كل من يقول ان المنطقة التي ترعرعت فيها اللغة العربية ترزخ بمعاني أول سمات الانسان والانسانية والحضارية بمعنى انها ارض نشأة اول انسان واول حضارة واول كتابة ودخول الانسان لأول مرة في التاريخ واول مدينة ومدنية واول دولة واول تشريع قانون واول اختراع للزراعة واول قوانين الاقتصاد مع اختراع النقد للتبادل التجاري واول ديانات سماوية التي تنتمي اليها اغلب البشرية، واول برلمان ( كتاب لصاموئيل كرامر في التاريخ يبدأ في سومر) واول مدرسة، واول مستشفى واول صيدلية واول طبيب وعلوم الطب، واول مطبخ واول معجم والقائمة تطول، فهو متحيز لغويا وقوميا ...الخ. لم يذكر الدكتور المزيني حرفا واحدا من هذه الحقائق ان المنطقة التي ترعرعت وتطورت فيها اللغة العربية هي الاولى في نشأة الانسان وحضارته من جميع جوانبها. اذن نشأة وبداية الانسان وحضارته لم تكن لا في الصين ولا في المكسيك ولا في مكان اخر.
لقد ذهب الدكتور المزيني في تحليله الذي اعتمد بأساسه على العموميات وجلب الروايات الانشائية لكي يطعن باللغة العربية والتشكيك في اصلها المتجذر منذ قدم الانسان يتخذ من بعض الذين فعلا ينحازوا عاطفيا وروحيا لمنشأ اللغة العربية، دون اخذ بالحسبان السببية العلمية لهذا المنشأ، هدفا سهلا للتشكيك في اصالة اللغة العربية. ثم ما العلاقة بين شخص ما من شعب ما في المكسيك او في اوربا او مكان آخر ينحاز قوميا وعاطفيا لأصل لغته مع العلوم التي تثبت ان منطقة اللغة العربية هي الاقدم في نشأة الانسان الحديث الجد الاول لجميع البشرية ونشأة الحضارات التي لم يتطرق لها الدكتور المزيني ولكنه ربط فكرته بطريقة انتقائية مفتعلة من عموميات النزعة الانحيازية عند الافراد او المجتمعات في اي ميدان ممكن ومنه اللغوي (يضرب الدكتور في علم الاجتماع الراحل علي الوردي مثلا في التلقائية الانحيازية: لو حافلة ركاب تصطدم بشخص كان ماشيا فركاب الحافلة وبشكل تلقائي يكونوا فريق متضامن مع سائق الحافلة وفريق المصدوم يتكون من الراجلة ضد الفريق الآخر) مع الذي ينحاز فعلا عاطفيا للغته العربية ليصل بالتالي الى التشكيك في المنشأ والاصل حيث لم يشرح الدكتور المزيني في كتابه ان هذه النزعة الانحيازية متواجدة وبشكل تلقائي عند كل فرد ومجموعة ومجتمع. ولكن الذي حصل في بحث المزيني انه طرح النزعة الانسانية عند الاقوام في الانحياز للغاتهم وقفز فوق جبل من تاريخ منطقتنا ومنشأ الانسان والحضارة واتخذ من شريحة عاطفية او تستمد معلوماتها من محور واحد لا تعتمد على محاور علمية عدة كسببية في الهجوم المبطن للتشكيك في قدم واصالة اللغة العربية وهو علميا امر ثابت ومثبت الذي لا يمكن لا للدكتور المزيني ولا لغيره ان ينفي ذلك. والا كيف نفهم منه وهو صاحب شهادة جامعية رفيعة وباحث متميز ان يفقد الحد الادنى من اتزانه العلمي والمنطقي والانساني ويتهم الشعب الفلسطيني بالارهابي ويتفهم من يقهر هذا الشعب الذي هو من جلدته وكيف نفسر اذن موقف هذا الاستاذ الجامعي العربي الاصل مع بحثه بمنشأ اللغة العربية؟.
لكي يكون الموضوع واضح للجميع يجب الاطلاع على العوامل الفزيائية ونشأة أول انسان مكتشف فيها. في الرابط ادناه (1) يتحدث عن اكتشاف للآن الاقدم انسان الذي اسمه في اللغة اللاتينية الانسان الذي يدري انه يدري homo sapiens sapiens عمره حوالي 200 الف عام عاش في القرن الافريقي بالضبط في الحبشة (أليس هذا هو الانسان الاقدم وصاحب اقدم لغة على وجه الارض ام هناك تحيز؟). من حيث علم الجيولوجي ان درع الجزيرة العربية قبل 25 مليون عام كان جزءا من افريقيا وحسب نظرية حركة القارات La Tectonique des Plaques، انظر الرابط (2)، تحرك هذا الدرع نحو الدرع الايراني ليرطدم به ثم ينزلق تحته Geo-syncline ليكون منخفض الخليج العربي اليوم، وبهذه العملية الارطدامية تكونت نحو الاعلى جبال زاكروش الايرانية Anticline ومن شرق درع الجزيرة بدأ البحر الاحمر بالتكوين كشق انكساري جيولوجي يمضي نحو البحر الميت بين فلسطين والاردن وثم ينتهي بجبال لبنان وهذه التكوينات الجيولوجية مستمرة ليومنا الحاضر. لكن الى عهود قريبة كان مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي والصومال في القرن الافريقي متصل بممرات ارضية منها بركانية بحيث الانسان كان بأمكانه عبورها من والى الجهتين مصاحبا لمرور الحيوانات البرية كالجاموس والانعام الاخرى الذي يتبعها الانسان لاجل قوته وطعامه وهناك اثار لعظام هذه الحيوانات القديمة ذاتها التي تعيش في افريقيا وجدت في اليمن عليها علامات خدوش بسبب ادوات حادة يستعملها فقط الانسان. فلدينا الصورة بأن الانسان الاقدم المكتشف اليوم في الحبشة كان بأمكانه ان يعبر هذه الممرات القريبه اليه ويعيش في الجزيرة حيث مناخها يختلف عن اليوم، او العكس من الجزيرة الى افريقيا ونحن ننتظر بفارغ الصبر بحوث ميدانية ومسح اثري في اليمن وبادية الجزيرة حيث ليومنا لم يبت فيها الامر مع الاسف.
الشئ الثاني وهي النظرية الاحدث في وقعها بما يخص جهاز التواصل النطقي. ان هذه الحركة التكتونية جعلت منطقة القرن الافريقي اكثر عرضا للمناخ الجاف بعد ان كانت غابات استوائية ومدارية ثم اصبحت مكشوفة في اعشاب عالية Savannah حيث ساعدت الانسان بالوقوف على قامتيه ليرى الافق في الصيد والاحتراز من الاخطار. وبسبب هذا الجفاف تبيئت حنجرة ذاك الانسان بحيث بدأت تنزل الى اسفل الحلق لكي تحتفظ بأكثر رطوبة ويقيها من المناخ الجاف مما ساعده على قدرة النطق بعض الشئ في بدايته وظهور ليس فقط منطقة بروكا في دماغ الانسان المتخصصة في الكلام والتعبير المذكورة في الفصل السادس من كتاب الدكتور المزيني وانما ظهور منطقة ويرنيك او فيرنيك في الدماغ، رابط (3)، التي تقع خلف منطقة بروكا تختص بتحسس وفك رموز الكلام وتحليل مفرداته حيث لم يذكرها الدكتور المزيني في كتابه. بالاضافة الى موقع عينين الانسان في الواجهة التي جعلته يركز على الاشياء في نقطة محددة بثلاث ابعاد هذا ما ساعده على تطويرمفهومه للبيئة وبالتالي التعامل معها بدقة كما في الثديات المفترسة والكواسر الطائرة حيث موقع عيونها في الواجهة يساعدها على التركيز حين الافتراس والصيد وبالتالي التفنن بالحيل والمطاردة لذلك نجد هذه الحيوانات هي الاكثر ذكاءا ودهاء إن جاز التعبير. لكن الانسان مع اليد التي تتقن بدقة متناهية استعمال الادوات وبطبعه الاجتماعي الذي يساعده على تبادل الخبرات والاكتشافات والمعلومات بين المجموعات كل هذه (السينرجية) المؤثرة بعضها على البعض الاخر جعلت من تلافيف دماغه اكثر تعقيدا وبنفس الوقت جهازه للتواصل النطقي اكثر دقة فرويدا رويدا تغير حجم جمجمته وتغير فكه واسنانه وجهازه النطقي الذي نعرفه اليوم في نطق الاصوات العديدة.
وحسب النظريات الحالية التي تقول ان اصل الانسان الحديث هو من القرن الافريقي ثم انتقل الى ارجاء العالم ضمن فترات زمنية متباعدة، لم يبقى لدينا اذن الا ان نذكر ان اللغة بمعناها العام نشأت مع ذاك الانسان وانتقلت معه في كل مكان وان اللغة العربية كسائر باقي اللغات هي ايضا من ذاك الانسان نفسه الفارق انها عاشت في منطقته وظروف بيئية حافظت على اصولها وتطورت دونما اي تبعج او انكسار الذي حدث لباقي اللغات ولكنها ابتعدت كثيرا عن مصدرها، وعند الانتقال المتواصل من بيئة الى اخرى تختلف عن سابقتها حصل الانبعاج والانكسار في اصلها، ومنها بقت لغات لم تتطور في جغرافيتها وهذا مشهود عند بعض جماعات تتكلم لغة بدائية سوى في افريقيا او غيرها.
هذا لم يذكره الدكتور المزيني في بحثه ولم يذكر ايضا ان منطقتنا اي منطقة اللغة العربية ترزخ بكل شئ ناشئ واولي. لذلك نعني بمنشأ جذور مصادر اللغة العربية قدمه قدم الانسان الاولي بالصورة الآدمية وليست اللغة العربية هي الاقدم، اي انها الوحيدة من بين جميع اللغات التي حافظت على جذرها الاصل الناتج من الانسان الاول فهي لغة آدمية بأمتياز، انظر الى الرابط (5) يخص موضوع علم الوراثة والهندسة الجينية للانسان الحديث مع مصطلح تعبيري لآدم .
1
http://www.unews.utah.edu/p/?r=022106-47
2
http://uk.youtube.com/watch?v=ft-dP2D7QM4&feature=related
3
http://membres.lycos.fr/rouahcompere/cerveau.htm
4
http://www.globalchange.umich.edu/globalchange2/current/lectures/ford1/Ford1.html
5
http://pablo.carballada.org/2006/08/
تعليق