يحيى ذو الحنان

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الامين
    عضو منتسب
    • Feb 2014
    • 254

    يحيى ذو الحنان

    يحيى ذو الحنان.

    جاء في الآية 7 من سورة مريم: " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ... ". واللافت أنّ النبي يحيى بن زكريا، عليهما السلام، يُدعى في الأناجيل المعاصرة بـ (يوحنا المعمدان). وتذكر الأناجيل المعاصرة أنّ يوحنّا كان يُعمّد الناس في نهر الأردن، وأنّه عمّد المسيح، عليه السلام. ويبدو أنّ التعميد، الذي هو تغطيس في الماء كطقس ديني، يرمز إلى الصبغ بالصبغة الدينيّة. ومن هنا دُعي يحيى، عليه السلام، في الأناجيل بـ (المعمدان).لماذا هذا الاختلاف في التسمية في الوقت الذي نجد فيه أنّ أسماء مثل: إبراهيم، زكريا، يعقوب، يوسف، إسماعيل، إسحاق، ... تُذكر في القرآن والأناجيل المعاصرة والتوراة المعاصرة من غير اختلاف إلا في لهجة النطق بالاسم؟! وقد يكون مفتاح الإجابة في اسم يحيى، عليه السلام، عند الصابئة، حيث أنهم يُسمّونه (يحيى يوحنا). واللافت هنا أنهم جمعوا بين الاسمين. أفلا يدعونا ذلك إلى محاولة اكتشاف السر؟! يزيد عدد الصابئة في العالم اليوم على مائة ألف نسمة، يعيش معظمهم في العراق. وهم يؤمنون بأربعة أنبياء؛ أولهم آدم وآخرهم يحيى، عليهم السلام. وقد اختلف العلماء في معنى (الصابئة)، وربما يكون من الأصوب أن نَرجع إلى لغتهم المسمّاة المندائيّة، حيث تلفظ الغين همزة، فبدل أن يقولوا (صبغ) نجدهم يقولون صبأ. فالصابئة هم إذن الصابغة، وسمّوا بذلك لأنّ مِن أهم طقوسهم الدينية الاصطباغ بالماء، أي التعميد بالمفهوم النصراني.الحاء في اللغة العربية هي هاء في اللغة المندائيّة، لذا نجدهم يلفظون اسم يحيى، عليه السلام، هكذا: (يهيا يوهنا). وإذا علمنا أنّ (حنا) مأخوذة من الحنان، وإذا علمنا أنّ (يو) تأتي أحياناً، في بعض اللغات السامية، بمعنى (ذو) يصبح من السهل أن ندرك أنّ معنى لفظة (يوحنا) يحتمل أن يكون (ذو الحنان). وعليه يكون (يحيى) هو الاسم العلم و (يوحنا) هو الصفة، أي أنه كان يُدعى، عليه السلام، يحيى ذو الحنان. وقد يفسر هذا لنا جمع الصابئة بين الاسمين، أو بمعنى أدق بين الاسم والصفة. فالقرآن إذن يذكر الاسم العلم ليحيى، عليه السلام، والأناجيل المعاصرة تذكر صفته البارزة التي اشتهر بها. واللافت هنا أنّ القرآن الكريم لم يذكر الحنان إلا مرة واحدة، وذلك عندما كان يتكلم عن يحيى، عليه السلام، في الآية 12 و 13 من سورة مريم: " يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا، وحناناً من لدنا وزكاة وكان تقيا "؛ أي آتاه الله تعالى الحكمة والحنان، وهو حنان من لدن الخالق. ويحق لكل أحد أن يسأل: إذا كان يحيى، عليه السلام، قد أُوتي حناناً من لدن الخالق فلا بد أن يبرز هذا الخلق وهذه الصفة في سيرة يحيى بشكل جلي، فأين نجد ذلك في سيرة حياته، عليه السلام ؟!
    نقول ببساطة: نعم، نجد ذلك في غَلبة الصفة على الاسم العلم عند النصارى، إلى درجة أن لا يُذكر الاسم العلم لديهم اطلاقاً، فهو عندهم يُدعى يوحنا. ونجد ذلك أيضاً في اقتران الصفة بالاسم العلم عند الصابئة فهو عندهم يُدعى يحيى يوحنا...فتأمل!!
    بقلم : بسّام جرار

  • الامين
    عضو منتسب
    • Feb 2014
    • 254

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله.
    ظننت يوما ان تسمية النصارى ليحيى هي لصفة الحنان (و حنانا من لدنّا) ولكني أسررتُ ذلك في نفسي لانه إنّما كان ظناً، حتى إذا قرأت هذه المقالة و رأيت ان كاتبها رِدْءٌ قد صَدّقَني، و فرحتُ بذلك فهل توافقون مقالته ؟

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الامين
      فهل توافقون مقالته ؟
      [align=justify]

      كلا! وفي كلامه خلط. فمن الثابت قطعا لا تخمينا أن اسم (يوحنا) من العبرية: יוחנן (يو حنن) وهو مكون فيها من كلمتين: (يو) التي هي نصف كلمة (يهوه) وهو اسم الله عند اليهود، و(حنن) أي "حَنَّ حنانا". ومعنى الاسم: "حنَّ الله". وكلمة (حنان) في الآية القرآنية ليست بعيدة من هذا المعنى.

      وكل اسم يهودي في (يو) - مثل يوئيل وغيره - و(إيل) - مثل ميكائيل وغيره - اسم فضيل عندهم مثل (عبدالله) و(عبدالرحمن) وسائر ما عُبِّدَ من أسماء عندنا. وليس في الساميات (يو) بمعنى "ذو".

      وعليه فإن المقالة أعلاه مؤسسة على وهم ولا صحة لما جاء فيها من استنتاج.

      من جهة أخرى: اسم لغة القوم (المندعية) بالعين وليس بالهمزة وهي مشتقة من الجذر السامي الأصلي (ودع) الذي يجانس (يدع) في العبرية ومعناه (عرف). فالمندعيون هم غنوصيون من أتباع مذهب العرفان لذلك وسمت لغتهم بالمندعية أي "لغة العرفانيين".

      تحياتي الطيبة. [/align]

      تعليق

      • الامين
        عضو منتسب
        • Feb 2014
        • 254

        #4
        شكرا د.عبدالرحمن على تمحيص المقالة.

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
          • May 2006
          • 5732

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الامين
          شكرا د.عبدالرحمن على تمحيص المقالة.
          [align=justify]أهلا بك أخي الكريم الأستاذ الأمين.

          وهذه حاشية كنت نشرتها في الموقع سنة 2009 بخصوص تسمية (المندئية/المندعية):


          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
          [align=center]مندعية أم مندئية؟[/align]
          [align=justify]يكثر في المنتديات العربية وبعض الأدبيات استعمال كلمة مندائية للدلالة على أتباع طائفة الصابئة المندعية في العراق (انظر على سبيل المثال لا الحصر: www.mandaeanunion.org/index_ar.htm).

          إن لفظ الكلمة بالهمزة (مندئية) خطأ شائع نتيجة لترجمة الاسم عن اللغات الأوربية التي لا ثبت أبجديتها اللاتينية حرف العين. والصواب هو (مندعية) بالعين لأن كلمة (مندعية) مشتقة من الكلمة الآرامية (اللهجة الآرامية الجنوبية الشرقية): מנדעא = مَندَعا "المعرفة". صحيح أن ثمة كلمة أخرى في اللهجة ذاتها هي מנדאיא = (مَندايا) تعني "عَلماني: الشخص العلماني"، إلا أنه من الثابت لغويا وتأثيليا ودلاليا أن الأصل هو بالعين لأن فعل "المعرفة" (و/يدع) في كل اللغات السامية ـ خلا العربية التي لا يرد فيها (و/يدع) بمعنى "المعرفة" ـ هو بالعين وليس بالهمزة.

          [قارن: الأكادية: /يَدُو(ع)/ "عرف"؛ الأوغاريتية: /يدع/ "عرف"، العبرية: ידע /يادَع/ "عرف"؛ الآرامية (ولهجاتها): ידע /يِدَع/ "عرف"؛ الحبشية: /أيْدَعَ/ (على وزن /أفعَلَ/) "عرَّفَ"، أعلمَ"].

          واسم (مندعية) أطلِقَ على طائفة تعتقد المذهب "الغنوصي" أو المذهب "العرفاني" (من "المعرفة")، ذلك لأن كلمة (غنوصية) اليونانية [مشتقة من:γνώσις = gnosis ومن معانيها: "البحث؛ البصيرة؛ المعرفة؛ تحسس عالم الغيب في اللاهوت المسيحي"] التي تعني "العرفان" أو "الأدرية"، ليست في الواقع إلا ترجمة مستعارة من الكلمة الآرامية מנדעא = مَندَعا "معرفة"، وليس العكس كما قد يُتوهم.

          إذن: اللغة والدلالة الدينية دليلان لا يحتملان الجدل على أن الكلمة الصواب هي "مندعية" بالعين وليس "مندئية" بالهمز وذلك على الرغم من سريان هذه الأخيرة بعد إضافة ياء المد إليها (مندائية) على الألسن نتيجة لاختلاط الأمر على الناس وانتشار المواقع الإلكترونية التي تثبتها ـ خطأ ـ بالهمزة.

          وأما /صبأ/ فمعناها الأصلي في الساميات "خرج؛ حارب" وهذا يعني أن المعنى الآرامي "تعمّدَ" هو توسع دلالي أضيف إلى معنى الكلمة الأصلي في الساميات بعدما أصبح التعمد في ماء الفرات أو دجلة علامة بارزة للصابئة المندعية.

          إذن الدليل الرئيسي على أن (مندعية) بالعين وليس بالهمزة (مندئية) هو ورودها بالعين في المعجم الآرامي وهو ما يعضده أيضا كون كل مجانسات الجذر الأرامي /يدع/ "عرفَ" التأثيلية في اللغات السامية هي بالعين أيضا. ومن الطريف أن تعلم أن المجانس التأثيلي للجذر /يدع/ في العربية هو الجذر /ودع/ ولكن بمعنى مختلف، ذلك لأن معظم الجذور التي فاءاتها واوات في العربية، تقابلها جذور فاءاتها ياءات في الآرامية والعبرية واللغات الكنعانية، وهذا قانون صوتي مطرد.
          ــــــــــــ

          ينظر في هذه المراجع ذات الصلة باللغة المندعية ونحوها وتاريخها وآدابها:

          Klaus beyer, the aramaic language. Its distribution and subdivisions. Traslated from the german by john f. Healey. Vandenhoeck & ruprecht, gottingen, 1986. Page 46, note 56.

          كلمة gottingen بنقطتين فوق الـ o. انظر الصفحة 46، الحاشية 56. وهذا كتاب مرجعي يصف اللهجات الآرامية الكثيرة وصفا دقيقا ويؤرخ لها ولمستعمليها عبر التاريخ.

          Th. Noldeke, mandaische grammatik. 2nd ed. With appendix by a. Schall, darmstadt 1964.

          كلمة noldeke (اسم المستشرق المشهور) بنقطتين فوق الـ o وكلمة mandaische بنقطتين أيضا فوق الـ a الثانية في الكلمة.

          R. Macuch, handbook of classical and modern mandaic. Berlin 1965.

          [/align]
          [/align]

          تعليق

          • الامين
            عضو منتسب
            • Feb 2014
            • 254

            #6
            الشكر والتقدير لكم د.عبدالرحمن. زادكم الله علماً.

            تعليق

            يعمل...