سألني صديق متابع: لمَ لم تُنصب الياء في قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا قوا أنفسَكم وأهليكم نارًا}- التحريم، 6
أليست (أهلي) اسمًا منقوصًا، وتظهر الفتحة على يائه؟
ج-
ذكرني سؤالك- يا صديقي- بخطيب يُعد من الدارسين المعروفين توجه إلى الجمهور، فقال:
"أهلـيَـنا الكرام"- قالها وهو يتعمد إظهار الفتحة،
ولو قال: "أهاليَـنا الكرام" لما كان عليه بأس.
الصواب هو عدم إظهار الفتحة، لأن (أهلي) ليست اسمًا منقوصًا، بل هي ملحقة بجمع المذكر السالم، فهي ترفع وعلامة رفعها الواو، نحو قوله تعالى:
{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا}- الفتح، 11 وفي حالتي النصب والجر تكون علامتهما الياء (المبنية على السكون):
{قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة}- الزُُّمَر، 15.
وعليه،
فإعراب "وأهليــ" في الآية التي سألت عنها: معطوف منصوب على (أنفس)، وعلامة نصبه الياء، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
وإعراب (أهلينا) في جملة الأستاذ- أهلي: منادى منصوب، وعلامة نصبه الياء، و الضمير (نا) مضاف إليه في محل جر.
للتذكير:
هناك أسماء تلحق بجمع المذكر السالم، وهي ألفاظ لم تتوفر فيها شروط الجمع.
من أهم شروط الجمع المذكر السالم- أن يكون المفرد اسمًا مذكرًا عاقلاً لا ينتهي بعلامة تأنيث، أو أن يكون وصفًا لعاقل لا ينتهي بعلامة تأنيث.
من الملحقات بجمع المذكر السالم:
* العقود من (20- 90) علامة رفعها الواو، وعلامة نصبها وجرها الياء:
حضر عشرون طبيبًا وعالجوا ستين مريضًا.
* أولو في الرفع، وأولي في النصب والجر، * ذوو في الرفع، وذوي نصبًا وجرًا،
ومثل ذلك:
بنون وسِنون، علِّيون، أرْضون أو أرَضون ...
تعليق